للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المقارنة بين الجسور الإحصائية والجسور الإكلينيكية]

...

المقارئة بين الجسور الإحصائية، والجسور الإكلينيكية:

شغلت قضية استخدام الطريقة الإحصائية لتفسير نتائج الاختبارات في مقابل استخدام الطريقة الإكلينيكية لنفس الفرض حيزًا لا بأس به من المراجع المتخصصة في القياس النفسي "مثلا سندبرج ١٩٧٧ Sundberg"، وعلم النفس الإكلينيكي "مثلا فيرز ١٩٧٩، و١٩٨٨ Phares"، والإرشاد النفسي "مثلا جولدمان ١٩٧١" بالإضافة إلى المراجع والأبحاث التي قصرت نفسها على مناقشة هذا الموضوع، ومن أشهرها ما كتبه ميهل ١٩٥٤ Meehl، وممن يدافعون عن الطريقة الإحصائية أولئك الذين يهتمون بالجوانب الإحصائية، ومعادلات الانحدار وجداول التوقعات، ويرون أن هذه الأساليب أكثر موضوعية، أما الذين يميلون للطريقة الإكلينيكية، فهم أولئك المرشدون والإكلينيكليون الذي يعملون وجها لوجه مع المسترشدين والمرضى.

وفي دراسة مبكرة حول هذه القضية قام ساربن "١٩٤٣" Sarbin بعقد مقارنة بين دفعات النجاح الأكاديمي للطلاب الجدد في الجامعة باستخدام معادلة انحدار مع التوقعات التي أجراها عدد من المرشدين، وقد استخدم في معادلة الانحدار درجات الاختبارات، والتقدير في المدرسة الثانوية، أما المرشدون فكان لديهم نفس الدرجات، "ولكن ليس لديهم الأوزان المستخدمة في المعادلة"، وكذلك درجات الميول المهنية وبيانات المقابلة، والبيانات الشخصية "السيرة الذاتية"، والنتيجة التي توصل إليها الباحث هي أن توقعات المرشدين "بالتفسير الإكلينيكي" لم تكن أفضل من التوقعات التي تمت باستخدام معادلة الانحدار، رغم أن المرشدين توافرت لديهم معلومات أكثر.

وقد قام ميهل "١٩٥٤" Meehl بمراجعة عدد من الدراسات المتوافرة عن الطرق الإحصائية في مقابل الطرق الكلينية، وخلص إلى الآتي:

"إن كل الدراسات فيما عدا واحدة اتضح منها أن التوقع الإحصائي كان إما مساويا بالتقريب، أو متفوقًا على التوقعات الإكلينيكية" "Phares ١٩٨٨, p ٢٩٧"، وفي مراجعة لاحقة للبحوث "١٩٦٥" عاد ميهل إلى تأكيد تلك النتائج التي توصل إليها في عام ١٩٥٤ كذلك، فإن جوف "١٩٦٢" Gough يعتبر الطريقة الإحصائية أفضل من الطريقة الإكلينيكية رغم أنه ليس مرتاحا تماما.

وقد يبدو من الصعب الوصول إلى دراسات تثبت تفوق الطريقة الإكلينيكية، ومع ذلك، فقد أوضح ليندزي "١٩٦٥" Lindzey بعد استخدامه لاختبار تفهم الموضوع TAT، وهو اختبار إسقاطي، أفضلية الطريقة الإكلينيكية على الطريقة الإحصائية في توقع بعض الاضطرابات "مثلا الجنسية المثلية"، غير أن جولد بيرج "١٩٦٨" Goldberg عندما أعاد تحليل بيانات دراسة ليندزي انتهى إلى أن تحليله هذه البيانات لم يؤيد ما توصل إليه ليندزي، كما قدم هولت ولبورسكي "١٩٥٨" Holt & Luborsky أدلة على أن الطريقة الإكلينيكية أكثر كفاءة عند دراسة نزلاء المستشفيات العقلية.

وقد تناولت سويير "١٩٦٦" Sowyer هذه المشكلة بطريقة مختلفة، فقد رأى أن البحوث السابقة قد تغاضت عن جانب هام من القضية، وهي أنه من الضروري أن نأخذ في اعتبارنا ليس فقط ما إذا كانت البيانات قد جمعت إحصائيا أو إكلينكيا، وإنما أيضا هل إجراءات القياس المستخدمة إحصائية أم إكلينيكية، وعلى سبيل المثال فقد اعتبر سويير أن البيانات التي تجمع عن طريق المقابلة، أو الملاحظة بيانات إكلينيكية بينما اعتبر البيانات الخاصة بالاستبانات، وبيانات السيرة الذاتية، والبيانات المتحصل عليها كتابة على أنها بيانات إحصائية أو آلية، وقد وصل سويير إلى القول بأن في عملية ضم، وربط البيانات، فإن الطريقة الآلية تكون أفضل من الطريقة الإكلينيكية، كما خلص أيضا إلى أنه في عملية الحصول على البيانات، فإن الطريقة الإكلينيكية تكون أفضل، فالطريقة الإكلينيكية يمكن أن توفر تقديرًا للخصائص لا يمكن تقديمه عادة بالأساليب الآلية "الإحصائية" لجمع البيانات، ولكن بمجرد جمع البيانات "من أي مصدر"، فإنه يمكن الربط بينها بالطرق الإحصائية.

<<  <   >  >>