للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهيثم بن عدي، عن ابن عياش، عن أبيه. قال: خرج الحجاج إلى القاوسان فإذا هو بإعرابي في زرع فقال له: ممن أنت؟ فقال: من أهل عمان.

قال: فمن أي القبائل؟ قال: من الأزد. قال: كيف علمك بالزرع؟ قال: إني لأعلم من ذلك علما. قال: فأي الزرع خير؟ قال: ما غلظ قصبه، واعتمّ نبته، وعظمت حبته، وطالت سنبلته. قال: فأي العنب خير؟ قال: ما غلظ عموده، واخضر عوده، وعظم عنقوده. قال: فما خير التمر؟ قال: ما غلظ لحاؤه، ودق نواه، ورق سحاه.

[من اللغز في الجواب]

قالوا: كان الحطيئة يرعى غنما له، وفي يده عصا. فمر به رجل فقال: يا راعي الغنم ما عندك؟ قال: عجراء «١» من سلم يعني عصاه. قال: إني ضيف.

فقال الحطيئة: للضّيفان أعددتها.

قال ابن سليم: قال قيس بن سعد: اللهم أرزقني حمدا ومجدا، فإنه لا حمد إلا بفعال، ولا مجد إلا بمال.

وقال خالد بن الوليد لأهل الحيرة: أخرجوا الي رجلا من عقلائكم أسأله عن بعض الأمور. فأخرجوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان بن بقيلة الغساني، وهو الذي بنى القصر، وهو يومئذ ابن خمسين وثلاثمائة سنة فقال له خالد: من أين أقصى أثرك؟ قال من صلب أبي. قال: فمن أين خرجت؟ قال: من بطن أمي. قال: فعلام أنت؟ قال على الأرض. قال:

ففيم أنت؟ قال: في ثيابي. قال: ما سنّك؟ قال: عظم. قال: أتعقل، لا عقلت؟ قال: أي والله وأقيّد. قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد.

قال: كم أتى عليك من الدهر؟ فقال: لو أتى علي شيء لقتلني. قال: ما تزيدني مسألتك إلا غمّى «٢» ؟ قال: ما أجبتك إلا عن مسألتك. قال: اعرب انتم أم نبط؟ قال: عرب استنبطنا، ونبط استعربنا. قال: فحرب انتم أم سلم؟ قال: سلم. قال: فما بال هذه الحصون؟ قال: بنيناها للسفيه حتى يجيء

<<  <  ج: ص:  >  >>