للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابُ أذكارِه بعدَ استقرارِ عزمِه على السَّفر:

١١٠٤- فإذا استقرَّ عزمُه على السفر، فليجتهدْ في تحصيل أمور، منها: أن يوصي بما يحتاجُ إلى الوصية به، وليُشهدْ على وصيته، ويستحلّ كلَّ من بينه وبينه معاملة في شيء أو مصاحبة، ويسترضي والديه وشيوخه، ومن يُندب إلى برّه واستعطافه، ويتوبُ إلى الله تعالى، ويستغفره من جميع الذنوب والمخالفات، وليطلبْ من الله تعالى المعونةَ على سفره، وليجتهدْ على تعلّم ما يحتاج إليه في سفره.

١١٠٥- فإن كان غازياً تَعَلَّمَ ما يَحتاج إليه الغازي من أمور القتال والدعوات وأمور الغنائم، وتعظيم تحريم الهزيمة في القتال، وغير ذلك.

١١٠٦- وإن كان حاجّاً أو معتمراً تعلَّمَ مناسكَ الحجّ، أو استصحبَ معه كتاباً بذلك، ولو تعلَّمها واستصحبَ كتاباً كان أفضل، وكذلك الغازي وغيره، ويُستحبّ أن يستصحبَ كتاباً فيه ما يحتاج إليه.

١١٠٧- وإن كان تاجراً تعلَّم ما يحتاج إليه من أمور البيوع: ما يصحّ منها، وما يَبطل، وما يحلّ وما يَحرم، وما يستحب، وما يكره، وما يباح، وما يَرجحُ على غيره.

١١٠٨- وإن كان متعبِّداً سائحاً معتزلاً للناس، تعلَّم ما يحتاج إليه في أمور دينه، فهذا أهمّ ما ينبغي له أن يطلبه.

١١٠٩- وإن كان ممّن يتصيد تعلَّم ما يحتاج إليه أهلُ الصيد، وما يحلّ من الحيوان وما يَحرمُ، وما يحلُّ به الصيد وما يَحرم، وما يشترط ذكاتُه، وما يكفي فيه قتل الكلب أو السهم، وغير ذلك.

١١١٠- وإن كان راعياً تعلَّم ما يحتاجُ إليه مما قدَّمناه في حقّ غيره ممّن يعتزل الناس، وتعلَّم ما يحتاج إليه من الرفقِ بالدّوابّ، وطلب النصيحة لها ولأهلها، والاعتناء بحفظها والتيقّظِ لذلك، واستأذنَ أهلَها في ذبح ما

<<  <   >  >>