للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بابُ استحبابِ الاقتصَادِ في الموعظة والعلم:

١٦٠٢- اعلم أنه يُستحبّ لمن وعظَ جماعةً، أو ألقى عليهم عِلْماً، أن يقتصدَ في ذلك، ولا يُطوِّل تطويلاً يملهُم، لئلا يَضجروا وتذهبَ حلاوتهُ وجلالتهُ من قُلوبهم، ولئلا يَكْرَهُوا العلمَ وسماعَ الخير فيقعُوا في المحذور.

١٦٠٣- رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: ٧٠] ، ومسلمٍ [رقم: ٢٨٢١] ؛ عن شقيق بن سلمة، قال: كان ابن مسعودٍ رضي الله عنه يُذكِّرنا في كل خميسٍ، فقال لهُ رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن! لوددتُ أنك ذكّرتَنا كل يوم. فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أنّي أكرهُ أنْ أُمِلّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوّلنا بها مخافةَ السآمة علينا.

١٦٠٤- وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم" [رقم: ٨٦٩] ، عن عمّار بن ياسر رضي الله عنهما، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فأطِيلوا الصَّلاةَ، واقْصِرُوا الخُطْبَةَ".

قلتُ: "مَئِنَّةٌ" بميمٍ مفتوحةٍ، ثم همزةٍ مكسورةٍ، ثم نونٍ مشددةٍ، أي: علامة دالةٌ على فقهه.

١٦٠٥- وَرَوَيْنَا عن ابن شهابٍ الزهريّ رحمهُ الله، قال: إذا طالَ المجلسُ كانَ للشيطانِ فيهِ نصيبٌ [راجع "مقدمة ابن الصلاح" النوع الثامن والعشرون وكذلك ترجمة الزهري في "البداية والنهاية" وفيات سنة ١٢٤] .

<<  <   >  >>