للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥٢٥- فصل [النهي عن تسمية أحدٍ: خليفة الله] :

١٨١٨- ينبغي ألا يُقال للقائم بأمرِ المسلمين: خليفة الله، بل يُقال: الخليفة، وخليفةُ رسولِ الله، وأميرُ المؤمنين.

روينا في "شرح السنّة" للإِمام أبي محمدٍ البغوي رضي الله عنهُ، قال رحمهُ الله: لا بأسَ أن يُسمَّى القائمُ بأمرِ المسلمين: أمير المؤمنين، والخليفة، وإن كان مخالفاً لسيرة أئمة العدل، لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له.

قال: ويُسمَّى خليفة؛ لأنه خلفَ الماضي قبلَه، وقام مقامه.

قال: ولا يُسمى أحدٌ خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام. قال الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠] ، وقال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ} [سورة ص: ٢٦] .

١٨١٩- وعن ابن أبي مُليكة، أن رجلاً قال لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنهُ: يا خليفة الله! فقال: أنا خليفة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا راضٍ بذلك.

١٨٢٠- وقال رجلُ لعمرَ بن عبد العزيز رضي الله عنه: يا خليفة الله! فقال: ويلَك! لقد تناولتَ تناولاً بعيداً، إن أُمّي سمّتني عمر، فلو دعوتني بهذا الاسم قبلتُ، ثم كبرتُ، فكُنِّيتُ أبا حفص، فلو دعوتني به قبلتُ، ثم وليتموني أمورَكم، فسميتموني أمَير المؤمنين، فلو دعوتني بذاك كفاك.

١٨٢١- وذكر الإِمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الفقيه الشافعي في كتابه "الأحكام السلطانية" [صفحة: ١٥] أن الإِمامَ سُمِّيَ خليفةً؛ لأنه

خلفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أُمته.

<<  <   >  >>