للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنور، وعدميته في نفسه، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} ١، أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات.

الظل الأول: هو العقل الأول لأنه أول عين ظهرت بنوره تعالى.

الظلمة: ما يطمس الباديات حسا أو معنى، والنور ما يظهرها كذلك ذكره الحرالي. وقال غيره٢: الظلمة عدم النور عما من شأنه أن يستنير. والظلمة: الظل المنشأ من الأجسام الكثيفة، وقد يطلق على العلم بالذات الإلهية، فإن العلم لا يكشف معها غيرها إذ العلم بها يعطي ظلمة لا يدرك بها شيء كالبصر حين يغشاه بصره٣ نور الشمس عند تعلقه بواسطة قرصها الذي ينبوعه، ذكره ابن الكمال٤. وقال الراغب٥: الظلمة عدم النور. ويعبر بها عن الجهل والشرك والفسق، كما يعبر بالنور عن ضد ذلك.

الظلم: التصرف في ملك الغير، ومجاوزة الحد. وقيل: وضع الشيء بغير محله بنقص أو زيادة أو عدول عن زمنه. ويقال في مجاوزة الحق الذي يجري مجرى نقطة الدائرة، وفيما يقل ويكثر من التجاوز، ولذلك يستعمل في الذنب الصغير والكبير، فقيل لآدم في تعديه ظالما، وفي إبليس وإن كان شتان ما بين الظلمين.


١ الفرقان ٤٥.
٢ مثل الجرجاني في التعريفات ص١٤٨.
٣ في التعريفات "حين يغشاه" بدون بصره.
٤ وفي التعريفات، ١٤٨.
٥ المفردات، ص٣١٥.

<<  <   >  >>