للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المعنى، كالمثال المذكور، وإلا وجب جره بالإضافة، وعلامة التمييز الذي هو فاعل في المعنى ألا يكون من جنس المفضل الذي قبله، وأن يستقيم المعنى بعد جعله فاعلًا مع جعل أفعل التفضيل فعلًا١؛ ففي المثال السابق نقول: المتعلم كثرت إجادته، وفي مثل: أنت أحسن خلقًا، نقول: أنت حسن خلقك ... وهكذا، ومثال التمييز الذي ليس بفاعل في المعنى: "على أفضل جندي، ومية أفضل شاعرة"، وضابط هذا النوع أن يكون أفعل التفضيل بعضًا من جنس التمييز؛ فيصح أن يوضع مكان أفعل التفضيل كلمة: "بعض" مضافة، والمضاف إليه جمع يقوم مقام التمييز ويحل في مكانه؛ فلا يفسد المعنى، ففي المثال السابق نقول: علي بعض الجنود، ومية بعض الشاعرات، وإذا لم يصح أن يكون فاعلًا في المعنى وجب جره بالإضافة كما قلنا، لوجوب إضافة أفعل التفضيل إلى ما هو بعضه٢ "متابعة للرأي الأشهر".

وإنما يجب الجر بالإضافة هنا بشرط أن يكون أفعل التفضيل غير مضاف لشيء آخر غير التمييز، فإن كان مضافًا وجب نصب التمييز؛ نحو: علي أفضل الناس إخوة، ومية أفضل النساء أشعارًا.

ومما تقدم نعلم أن تمييز أفعل التفضيل يجب نصبه في حالتين وجره في واحدة.

ومن تمييز الجملة الذي يجب نصبه، ولا تصح إضافته٣: ما يقع بعد التعجب القياسي، أو السماعي٤؛ فالأول، نحو: ما أحسن الغني مشاركة في الخير


١ لهذا إيضاح يجيء في "ب" من الزيادة والتفصيل ص٤٢٦، وبيان مفيد آخر في باب: "أفعل التفضيل" ج٣ م ١١٢ ص ٣٣٨.
٢ كما سيجيء في بابه بالجزء الثالث م ١١٢ ص ٣٣٨، وفي هذه الصورة يقول ابن مالك:
والفاعل المعنى انصبن بأفعلا ... مفصلًا: كأنت أعلى منزلا
٣ فيمتنع جزء بالإضافة حتمًا، دون جره بمن في بعض الصور كما سيجيء في رقم١ من هامش ص٤٢٤.
٤ القياسي يكون بإحدى الصيغتين المخصصتين له، وهما: ما أفعله، وأفعل به. "وسيجيء الكلام المفصل عليهما في مكانه من الجزء الثالث، باب: "التعجب". أما التعجب بغيرهما فمقصور على السماع، ويقال له: التعجب العرضي، وفي هذه الصورة يقول ابن مالك:
وبعد كل ما اقتضى تعجبا ... ميز، كأكرم بأبي بكر أبا
وذكر بعد هذا البيت بيتا سبق أن نقلناه، وشرحناه بمناسبة أخرى في هامش ص٤٢١، هو:
واجرر "بمن" إن شئت غير ذي العدد ... والفاعل المغني: كطب نفسًا تفد

<<  <  ج: ص:  >  >>