للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيهما: المنفصل؛ وهو الذى يمكن أن يقع في أول جملته، ويبتدئ الكلامُ به؛ فهو يستقل بنفسه عن عامله؛ فيسبق العامل، أو يتأخر عنه مفصولًا بفاصل؛ مثل؛ أنا، ونحن؛ وإياك ... في مثل: أنا نصير المخلصين. ونحن أنصارهم، وإياك قصدت، وما النصر إلا أنا، وما المخلصون إلا نحن.

هذا، وقد سبق١ حكم الضمائر، وأنها: أسماء، جامدة، مبنية الألفاظ- سواء في هذا ما ذكرناه وما سنذكره بعد. وأنها لا تثنى ولا تجمع٢.

وينقسم المتصل بحسب مواقعه من الإعراب إلى ثلاثة أنواع:

أولها: نوع يكون في محل رفع فقط؛ وهو خمسة ضمائر: التاء المتحركة للمتكلم؛ نحو: صدقتُ. وكذلك فروعها. وألف الاثنين: نحو: المتعلمان


= وبمناسبة "الهاء" التي للغائب المفرد نقول إن الأشهر في حركتها أن تكون مبنية على الضم. إلا إذا كان قبلها كسرة، أو ياء ساكنة، فيجوز أمران، الحجازيون يضمونها، وغيرهم يكسرها. وبلغة الحجازيين قرأ للقراء: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} ، "إذ قال لأهلهُ امكثوا" وقرأ آخرون بالكسر. ويفهم مما سبق أن الحجازيين يبنونها على الضم في كل حالاتها.
وهي في جمع أحوالها تكون مشبعة الحركة إذا وقعت بعد متحرك، فيمتد الصوت بحركتها حتى يكاد يحدث في النطق لا الكتابة، حرف علة مناسب تلك الحركة، فبعد الضمة الواو، وبعد الكسرة الياء. أما إذا كانت متحركة بعد ساكن مطلقًا، إلا الياء فالأحسن ضمها من غير إشباع لحركتها، سواء أكان الساكن صحيحًا، نحو: "منه" أم معتلًّا بغير الياء، مثل: أباه، أبوه". ... أما الساكن الياء فقد سبق الكلام فيه: "ثم انظر رقم ٣ من هامش ص ٢٢٣ " وما بينهما من اختلاف".
١ في ص ٢١٨ وفي هذا يقول ابن مالك:
وكل مضمر له البنا يجب ولفظ ... ما جز كلفظ ما نصب
أي: المضمرات كلها مبنية، لا فرق في ذلك بين ما يكون محله الجر، أو محله النصب، وترك ابن مالك ما يكون محله الرفع بسبب ضيق النظم - وهو مبني أيضا. فكل ضمير لا بد أن يكون لفظه مبنيا، إما على السكون، وإما على حسب حركة آخره. ولا بد أن يكون بعد ذلك في محل رفع، أو نصب، أو جر على حسب حاجة الجملة. وهذا معنى قولهم. إن الضمير مبني اللفظ معرب المحل.
٢ انظر الحكم في ص ٢١٨.
٣ التاء المتحركة التي للمتكلم هي الأصل، وتبني على الضم، مثل: صدقت. وفروعها الخمسة هي: صدقت، للمخاطب المذكر. صدقت. للمخاطبة. ضدقتهما. للمثنى المخاطب، مذكرا ومؤنثا.
صدقتهم، لخطاب جمع المذكور. صدقتهن، لخطاب جمع الإناث. وهناك حاجة يجب فيها بناء تاء المخاطبة على الفتح دائما. وستجيء في ص ٢٣٨.
ومن الأمثلة السابقة نعلم أن التاء التي هي ضمير متصل مرفوع- تبني على الضم إذا كانت للمتكلم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>