للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكان رفعه ظاهرا أم مقدرا؛ كالفعلين: "يسيء ويتلى" في قول الشاعر:

وأقتل داء رؤية العين ظالما ... يسيء، ويتلى في المحافل حمده

فإن سبقه ناصب وجب نصبه، أو جازم وجب جزمه١. وهذا الباب معقود للكلام على الأدوات التي تنصبه، وكلها حروف، وهي:

"أن، لن، إذن، كي"، "لام الجحود، أود، حتى، فاء السببية، واو المعية". فهذه تسعة. وزاد بعض النحاة حرفين؛ هما: "لام التعليل"، و"ثم"؛ الملحقة٢ بواو المعية، وبهما يكمل عدد النواصب أحد عشر حرفا. وكل حرف منها يخلص زمن المضارع للمستقبل المحض٣.

والأربعة الأولى تنصب المضارع بنفسها مباشرة لا بحرف آخر ظاهر أو مقدر. أما بقية الأحرف فلا تنصبه بنفسها، وإنما الذي ينصبه هو: "أن" المضمرة وجوبا بين كل حرف من تلك الأحرف والمضارع.

والمذهب الكوفي يبيح توسط "كي" مضمرة أو مظهرة بين لام التعليل والمضارع، ويجعل هذا المضارع منصوبا ب"كي"، ولا "بأن" المضمرة، وسيجيء٤ بيان هذا كله في موضعه المناسب من الباب.


١ يقول ابن مالك في رفع المضارع في باب عنوانه: "إعراب الفعل".
رفع مضارعا إذا يجرد ... من ناصب وجازم؛ كتسعد-١
٢ في المذهب الكوفي. والكلام عليها في ص٣٨٥.
٣ في الجزء الأول "م٤ ص٥٤". تفصيل الكلام على أنواع الزمن في المضارع.
٤ في ص٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>