للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما إعرابه وإعراب ملحقاته السابقة فبالحركات الظاهرة على آخره، إلا ما كان داخلا في حكم المثنى أو الجمع؛ فيعرب إعرابهما؛ كاثنين، ومئتين، وألفين، ومئات، وكذا: مئون، في بعض الحالات. ومن الأمثلة: العصامي رجل الدنيا وواحدها -إن اثنين لا يشبعان؛ طال علم، وطال مال- يقوم المجد الحق على ثلاث دعائم؛ العلم، والعمل، والخلق النبيل ما أعجب تاريخ الخلفاء الراشدين الأربعة!!.. وكقوله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} -أقام العرب في الأندلس مئات السنين، قاربت تسعة قرون- وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} .


= ب- تستعمل كلمة: "بضع" استعمال الأعداد المفردة "وهي هنا: ٣ و٩ وما بينهما". وقد تركب مع كلمة: "عشرة" تركيبا مزجيا، وقد يكون معطوفا عليها "عشرون" أو أحد إخوته من العقود التي تليه وهي: "٣٠، ٤٠، ٥٠، ٦٠، ٧٠، ٨٠، ٩٠" ومن الأمثلة: جاء بضع فتيات وبضعة غلمان -أقبل بضعة عشر رجلا- غاب بضع وعشرون فتاة.
ج- إذا استعملت استعمال الأعداد المفردة السالفة؛ أو المعطوف عليها وجب إعرابها بحركات ظاهرة على آخرها، على حسب حاجة الجملة: وإذا ركبت مع كمة: "عشرة" تركيبا مزجيا فالأكثر بناء الكلمتين معا على فتح الجزأين، في محل رفع، أو نصب، أو جر، على حسب حاجة الجملة، ويصح الإعراب طبقا للآتي في ص٥٢١ و٥٣٤.
د- في جميع استعمالاتها السالفة تتجرد من تاء التأنيث إن كان المعدود مؤنثا، وتلحق آخرها تاء التأنيث إن كان المعدود مذكرا؛ فيقال: صافحت بضعة رجال -ودعت بضع فتيات- قابلت بضعة عشر طالبا، وبضع عشرة طالبة في الحفل بضعة وعشرون فتى، وبضع وعشرون فتا ... فحكمها في تأنيث لفظها وتذكيره حكم الأعداد المفردة. "طبقا لما سيجيء في ص٥٣٦".
أما ما يختص بكلمة: "نيف" فيتخلص فيما يأتي وهو يوضح أوجه الفرق بينهما وبين "بضع" مع ملاحظة أن لكلمة: "نيف" معنى اصطلاحيا آخر؛ سيجيء في رقم ٤ من هامش الصفحة الآتية.
أ- فإنها صيغة تدل بنصها الحرفي على عدد مبهم، ينطبق على الواحد كما ينطبق على التسعة، وعلى كل عدد بينهما، "أي: أن مدلولها العددي يصدق على: "١ و٢ و٣ و٤ و٥ و٦ و٧ و٨ و٩" من غير تعيين ولا حصر في عدد من هذه الأعداد التسعة دون خبره.
ب- لفظها مذكر دائما؛ فلا تلحقه تاء التأنيث مطلقا.
ج- لا بد -في الأشهر- أن تكون صيغتها مسبوقة دائما بعقد من العقود العددية: "١٠، ٢٠، ٣٠، ٤٠، ٥٠، ٦٠، ٧٠، ٨٠، ٩٠" ولا بد من عطف كلمة: "النيف" على العقد؛ فيقال: عشرة ونيف، عشرون ونيف، ثلاثون ونيف، ... وهكذا، ولا يصح ذكر كلمة "نيف" إلا على أساس أن مدلولها سيزاد على عقد عددي.

<<  <  ج: ص:  >  >>