للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حسب حاجة الجملة. ثم هو -مع بنائه على فتح الجزأين- مضاف، والمركب الثاني كله "ما عدا: اثني عشر، واثنتي عشرة"١ هو: المضاف إليه، مبني على فتح الجزأين في محل جر، ويجري على صيغة "فاعل" من التذكير والتأنيث ما تطابق به مدلولها، وهذه المطابقة لا توجد إلا في صدر المركب الأول، وتطابقها في الحالتين كلمة: "عشر" التي هي عجز المركب الأول.

أما صدر المركب الثاني فيجري عليه في التذكير والتأنيث ما يجري على الأعداد المفدرة، وأما عجزه "وهو: عشر" فيطابق المعدود في التذكير والتأنيث. ومثل هذا يقال في حادي عشر أحد عشر وثاني عشر اثني٢ عشر، وثالث عشر ثلاثة عشر ... إلى تاسع عشر تسعة عشر.

ومن أمثلة الصور المتعددة التي أشرنا إليها: "هذا خامس ... خمسة عشر" بذكر صيغة "فاعل" وحدها دون ذكر كلمة: "عشرة" بعدها؛ استغناء عنها بذكر في المركب الثاني الذي صدره العدد الأصلي الذي اشتقت منه الصيغة، وعجزه هو كلمة "عشرة" فهذه الصورة مشتملة على صيغة فاعل وحدها وعلى مركب كامل بعدها، فعندنا صدر التركيب الأول دون عجزه، ويليه الثاني كاملا. وهذه الصورة أكثر من غيرها استعمالا، وتقوم على ثلاث كلمات ...

فأما صدر التركيب الأول فيها فيعرب على حسب حاجة الكلام؛ ولا يصح بناؤه؛ إذ لا مقتضى للبناء بعد زوال التركيب. والصيغة هنا -وهي: فاعل- مطابقة في التذكير والتأنيث لمدلولها وهي أيضا مضاف، والتركيب الثاني -كاملا- مضاف إليه. مبني على فتح الجزأين في محل جر ... ٣.


١ فإن صدرهما وحده هو المضاف إليه. وليس بمبني، بل يعرب إعراب المثنى ... أما عجزهما، فيقال في إعرابه إنه بدل النون التي تكون في المثنى الذي ليس بعدد "انظر ص٥٢١".
٢ تقدم في رقم ١ ما يرشد إلى إعراب اثني عشر، واثنتي عشرة.
٣ وفي هذه الصورة والتي قبلها يقول ابن مالك:
وإن أردت مثل ثاني اثنين ... مركبا فجيء بتركيبين-١٧
وهذا خاص بالصورة الأولى. أما التي تليها فقال فيها بعد البيت السابق مباشرة:
أو فاعلا بحالتيه أضف ... إلى مركب بما تنوي يف-١٨
"يف، وأصلها: يفي: مضارع مجزوم بحذف الياء في جواب الأمر: أضف". التقدير: أضف فاعلا بحالتيه -وهما: حالة التذكير والتأنيث- إلى المركب الثاني كاملا بعد حذف كلمة: "عشرة" من المركب الأول. ويفهم من هذا أن المركب الثاني في محل جر مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>