للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبرية" فإنه يجر بالإضافة، أو بمن المضمرة، أو الظاهرة.

الثالثة: "كذا"، وصيغتها ثابتة في كل الحالات، ولا يطرأ على حروفها تغيير ما دامت من كنايات العدد. وهي -في أصلها- مركبة من "كاف" التشبيه، و"ذا" الإشارية، وصارت بعد التركيب كلمة واحدة ثابتة، تؤدي معنى جديدا مستقلا، لا صلة له بالتشبيه ولا الإشارة إذا كان الغرض منها الإخبار عن شيء معدود١ قليل أو كثير، ففي هذه الصورة تعد كلمة من كنايات العدد المبهمة٢.

وتشبه "كم الخبرية" فيما يأتي:

١- في الإخبار.

٢- وفي الإبهام.

٣- وفي البناء على السكون في محل رفع، أو نصب، أو جر ... "فمحلها على حسب حاجة الجملة دائما".

٤- وفي الحاجة إلى تمييز.

وتخالفها في:

١- أنها لا تلازم الدلالة على الكثرة، فقد يكون "كذا" كناية عن معدود كثيرا أو قليل -كما تقدم- نحو: أنفقت كذا دنانير في رحلاتي، وركبت خلالها كذا وكذا سيارة وطيارة، وباخرة، وقطارا.

٢- وفي تمييزها واجب النصب بها على الأرجح٣. سواء أكان مفردا


١ "كذا": صالحة للكناية عن الأعداد وعن الأعمال؛ طبقا لما نص عليه صاحب "المصباح المنير" وسيجيء النص في "ج" من ص٥٨٢.
٢ في الزيادة والتفصيل -ص٥٨٢- بيان استعمالاتها الأخرى في غير الكنايات العددية:
٣ قلنا: "على الأرجح" لأنه الكوفيين يجزون في غير تكرار ولا عطف، فيقولون: في المتجر كذا ثوب، وفي المصنع كذا عامل. فيكون التمييز مضافا إليها مجرورا، أو مجرورا بمن مقدرة. أو بدلا في رأي ثالث إذا كانت هي مجرورة. والأفضل هنا عدم الأخذ بالرأي الكوفي؛ لأنه مبني على مجرد القياس على تمييز "كم"، دون عرض أمثلة تؤيده من الكلام العربي الفصيح. ومجرد القياس في مثل هذا ضعيف مردود. وبعض النحاة "ومنهم ابن مالك" يجيز جره بمن -كما سيأتي في البيت التالي.
وفي الكلام على: "كأين، وكذا" يكتفي ابن مالك ببيت واحد، هو: =

<<  <  ج: ص:  >  >>