للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا، ويقول النحاة: إذا خلا حرف من أحرف الزيادة من العلامة الدالة على زيادته وجب الحكم أصالة إلا إن قام دليل آخر يصلح حجة على الزيادة؛ ومن ذلك سقوط همزة: "شمأل" في بعض الأساليب الصحيحة التي منها: شملت الريح شمولا؛ بمعنى: هبت شمالا، ومن ذلك سقوط نون "حنظل" في قولهم: حظك الإبل إذا أضرها أكل الحنظل، ومنها، سقوط تاء الملكوت١ في كلمة: الملك ... ٢.

ب- لكل حرف من حروف الزيادة معنى يؤديه، وفائدة يجلبها معه٣؛ فزيادة الهمزة في أول الفعل الثلاثي قد تفيد نقل معنى الفعل إلى مفعوله، ويصير بها الفاعل مفعولا؛ مثل خفي القمر، وأخفى السحاب القمر. وتضعيف عين الفعل الثلاثي -غير الهمزة- قد تفيد التكرار والتمهل، نحو: علمت الراغب، وبصرته بالحقائق. وتحويل الفعل إلى صيغة: "فاعل" قد تفيد الدلالة على المشاركة. وزيادة السين والتاء على الفعل الثلاثي قد تفيد الطلب، أو الصيروة، أو النسبة إلى شيء آخر.. إلى غير هذا مما سبق بيانه الهام مفصلا في موضعه المناسب ... ٣.


١ العز والمملكة.
٢ وفي هذا يقول الناظم خاتما باب التصريف:
وامنع زيادة بلا قيد ثبت ... إن لم تبين حجة؛ كحظلت-٢٣
تتمة -أي: تتبين.
٣ و٣ أشرنا إلى هذا في رقم ٢ من هامش ص٧٤٨ بعنوان: "ملاحظة" حيث ما نصه "تجيء حروف الزيادة في الأسماء والأفعال لتجلب معها بعض المعاني الجديدة التي لم تكن قبل مجيئها. وقد شرحنا هذا تفصيلا، وسردنا تلك المعاني في باب: "تعدي الفعل ولزومه"، ج٢ م٧١ ص١٥٢ و١٥٧ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>