للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المسألة الثالثة: أقسام التنوين، وأحكامه]

التنوين١ الذى يعتبره النحاة علامة على أن الكلمة اسم -أنواع؛ أشهرها أربعة؛ هى: تنوين الأمْكَنِيَّة، تنوين التنكير، تنوين التعويض، تنوين المقابلة، ولهم فى كل نوع آراء مختلفة، سنستخلص الرأي السليم منها:

النوع الأول: تنوين الأمكنية:

ولتوضيحه نقول: إن الأسماء أربعة أقسام:

"أ"- قسم تتغير حركة آخره باختلاف موقعه من الجُمل، ويدخله التنوين فى آخره؛ مثل: علىٌّ، شجرةٌ، عصفورٌ، ... تقول: جاء علىٌّ، برفع آخره وتنوينه ... رأيت عليًّا؛ بنصب آخره وتنوينه. ذهبت إلى علىِّ، بجر آخره وتنوينه ... وكذلك باقى الأسماء السابقة وما يشبهها. وهذا القسم من الأسماء يسمى: "المُعْرَب الْمُنصرف" ٢.

"ب"- قسم تتغير حركة آخره باختلاف موقعه من الجمل، ولكنه لا ينوّن؛ مثل: أحمد، فاطمة، عثمان ... تقول: جاء أحمدُ، رأيت أحمدَ، ذهبت إلى أحمدَ ... وكذلك باقي الأسماء السالفة، وما أشبهها: فإنها لا تنون، مهما اختلفت العوامل٣. وهذا القسم يسمى: "المعرب غير المنصرف"،


١ سبق تعريفه وتوضيحه في ص ٢٦.
٢ وقد يسمى اختصارًا: "المنصرف" -كما سيجيء في رقم ٣ من هامش ص ١٧٤- وإذا ذكر التنوين من غير نص على نوعه كان المراد تنوين: المعرب المنصرف"؛ لأنه هو المقصود عند الإطلاق، "أي: عند عدم ذكر النوع". أما إذا أريد غيره فلا بد من التقييد بذكر النوع. كأن يقال: تنوين التنكير، أو: تنوين العوض. والمعرب هو اللفظ الذي تتغير علامة آخره بتغير العوامل، "كما سيجيء قريبًا في بابه الخاص ص ٧٥ م ٦". و"المنصرف" هو الذي يكون في آخره هذا التنوين الدال على "الصرف". ويجري "في عبارات بعض القدماء: "الإجراء وعدم الإجراء" بدلًا من "الصرف ومنع الصرف" -وسيجيء البيان في جـ ٤ باب: "ما لا ينصرف".
٣ هذا القسم قد يدخله التنوين أحيانًا لغرض معين -كما سيجيء البيان في رقم ١ من هامش ص ٢٩٤" تقول: رأيت أحمدًا، بالتنوين، بشرط أن تقصد الإخبار بأنك رأيت واحدًا غير معين ممن اسمهم: "أحمد" بخلاف ما لو رأيت رجلًا معينًا اسمه،: أحمد معهودًا بينك وبين من تخاطبه ... "راجع شرح المفصل جـ ٩ ص ٢٩ موضوع: التنوين". هذا، والتمثيل بكلمة: "أحمد" هو من صنيع صاحب =

<<  <  ج: ص:  >  >>