للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الثامنة والأربعون: الحروف التى تشبه "ليس" وهى "ما-لا- لات-إنْ"

من الحروف نوع يشبه الفعل: "ليس" فى معناه، وهو: النفى١، وفى عمله؛ وهو: النسخ٢ فيرفع الاسم وينصب الخبر٣. وبهذه المشابهة في الأمرين بعد من أخوات: "ليس". مع أنها فعل وهوحرف، كما يعد من أخوات: "كان" لمشابهته إياها فى العمل فقط. وأشهر هذه الحروف أربعة: ما - لا - لات - إنْ".

وهذه الأربعة - كسائر النواسخ - لا يكون اسم واحد منها شبه جملة، لأن اسم الناسخ في الأصل مبتدأ، والمبتدأ لا يكون شبه جملة مطلقا - كما عرفنا٤ -.

فأما الحرف الأول: "ما" فبعض العرب - كالحجازين - يُعْمله، وبَعْض آخر - كبنى تميم - يهمله٥. وهويفيد عند الفريقين نفى المعنى فى الزمن الحالى عند الإطلاق٦. تقول: ما الشجاع خوافاً، أوما الشجاع خواف؛


١ سبق "في ص ٥٥٩" أن "ليس" فعل ماض ينفي معنى الخبر في الزمن الحالي عند الإطلاق، "أي: عند عدم وجود قرينة تبين نوع الزمن، أو التجرد منه" فإن وجدت لزم الأخذ بمدلوها ... ومثلها الحروف "ما" و "إن" و "لات" و "لا" العاملة عمل: "ليس"، أما "لا" المهملة فيجيء تفصيل الكلام عليها في رقم ١ من هامش ص ٦٠١. فالحروف الأربعة تشبه "ليس" في أمر معنوي مشترك، وهو نفي المعنى في الزمن الحالي عند الإطلاق - وقد سبق في رقم ١ من هامش ص ٥٣ بيان عن "ما" النافية للحال -
٢ سبق شرح النسخ ومعناه عند بدء الكلام على النواسخ، ص ٥٤٣.
٣ يشترط، في أخبار هذه الحروف ما يشترط في أخبار النواسخ الأخرى - مما أشرنا له في ص ٥٤٧ وهو وجوب أن يتمم الخبر المعنى بنفسه مباشرة مع الاسم، وقد يتممه في بعض الأحيان بلفظ آخر يتصل به نوع اتصال، وكذلك وجوب ألا يكون الخبر معلوما من اسم الناسخ وتوابعه. أما البيان التفصيلي ففي باب: "المبتدأ والخبر" - هامش ص ٤٤٣.
٤ في ص ٥٤٤.
٥ وسواء أكان عاملا أم مهملا فله الصدارة في جملته بشرط دلالته على النفي - راجع الصبان في باب ظن وأخواتها عند الكلام على الأدوات التي يقع بها التعليق، لصدارتها، وسيجيء البيان في جـ ٢ ص ٣٠، ٦١ -.
٦ انظر ص ٥٣ وهامشها رقم ١ حيث البيان الذي يوضح معنى "ما" النافية وأثرها في الزمن الحالي وغيره، وكلام صاحب المفصل في هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>