للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المسألة ٦٢:]

الْقَوْل

معناه، متى ينصب مفعولا واحداً؟ ومتى ينصب مفعولين؟

يعرض النحاة فى هذا الباب للقول ومشتقاته، لتشابهٍ بينه وبين "الظن" فى بعض المعاني والأحكام. وصفوة كلامهم: أن "القوْل" متعدد المعاني، وأنّ الذى يتصل منها بموضوعنا مَعْنيان؛ أحدهما: "التلفظ المحض، ومجرد النطق"

والآخر: "الظن".

(١) فإن كان معناه: "التلفظ المحض، ومجرد النطق" فإنه ينصب مفعولاً

به واحداً، تكون دلالته المعنوية مقصودة غير مهملة (١) ، سواء أكان الذى جرى به

التلفظ، ووقع عليه القول -كلمة مفردة (٢) ، أم جملة. فمثال المفردة ما جاء على

لسان حكيم: (تسألني عن العظَمة الحقة، فأقول: "الكرامةَ"، وعن رأس

الرذائل، فأقول: "الكذبَ") فمعنى "أقول" هنا: "أنطقُ، وأتلفظُ".

والكلمة التى وقع عليها القول (أى: التي قيلت) ، هى: "الكرامة"-

"الكذب". وكلتاهما مفعول به منصوب مباشرة.

ومن الأمثلة للكلمة المفردة أيضاً: سألت والدي عن مكان نقضى فيه وم

العُطلة، فقال: "الريفَ". وعن شىء نعمله هناك، فقال: "التنقلَ"،

فمعنى قال: "تلفظَ ونَطق"، والكلمة التي وقع عليها القول هي: "الريفَ" -"التنقلَ" وتعرب كل واحدة منهما مفعولاً به منصوباً مباشرة. ومثل هذا قول الشاعر:

جَدَّ الرحيل، وحَثَّني صحْبي ... قالوا: "الضباحَ"؛ فطيَّروا لُبِّي (٣)


(١) المراد من أنها مقصودة غير مهملة: ألا تكون مجرد تصويت لا اعتبار فيه للمعنى مطلقاً ولا التفات للمدلول على الوجه المشار إليه في رقم ٧ من هامش الصفحة الآتية.
(٢) أي: ليست جملة، ولا شبه جملة.
(٣) وقول الآخر:
بلدٌ يكاد يقول جِيـ ... نَ تزروه: "أهلا وسهلا"

<<  <  ج: ص:  >  >>