للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٢٣١» - لما تزوّج عليّ عليه السلام النهشلية بالبصرة قعد على سريره وأقعد الحسن عن يمينه، والحسين عن يساره [١] ، وجلس محمد بن الحنفية بالحضيض، فخاف أن يجد من ذلك فقال: يا بنيّ أنت ابني، وهذان ابنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

«٢٣٢» - ومن التواضع المأثور ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج ويده على المعلّى [٢] ، فلقيته امرأة من قريش فقالت له: يا عمر، فوقف لها فقالت: كنّا نعرفك مرّة عميرا ثم صرت من بعد عمير عمر، ثم صرت من بعد عمر أمير المؤمنين، فاتّق الله يا ابن الخطاب، وانظر في أمور الناس، فإنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت. فقال لها المعلّى: إيها إليك يا أمة الله فقد أبكيت أمير المؤمنين، فقال له عمر: أتدري من هذه ويحك؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه، فعمر أحرى بأن يسمع قولها ويقتدي به.

٢٣٣- وجلس رجل إلى الحسين بن علي عليهما السلام، فقال له الحسين:

إنك جلست إلينا ونحن نريد القيام، أفتأذن؟

«٢٣٤» - أقبل رجل يمشي مرخيا يديه، طارحا رجليه يتبختر، فقال له عمر رضي الله عنه: دع هذه المشية [٣] فقال: ما أطيق، فجلده فترك التبختر؛ فقال عمر: إذا لم أجلد في مثل هذا ففيم أجلد؟ فجاءه الرجل بعد ذلك فقال: جزاك الله خيرا إن كان إلا شيطانا أذهبه الله بك.


[١] في أصل ح: عن شماله.
[٢] ع: بن الجارود.
[٣] فقال له عمر ... المشية: سقط من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>