للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعة. ما أقبح الخشوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى. الطمع مورد غير مصدر، وضامن غير وفيّ، وربما شرق شارب الماء قبل ريّه، وكلّما عظم قدر الشيء المتنافس فيه عظمت الرزيّة لفقده. والأماني تعمي البصائر. أزرى بنفسه من استشعر الطمع.

٣٠٠- وقال أرسطاطاليس: لا غنى لمن ملكه الطمع واستولت عليه الأماني.

٣٠١- ويقال: لا تخلق نفسك بالحرص فتذهب عنك بهجة الوقار.

«٣٠٢» - وقال أعرابيّ لرجل حريص على الدنيا: يا أخي أنت طالب ومطلوب: يطلبك ما لا تفوته، وتطلب ما قد كفيته، كأنك بما غاب عنك قد كشف لك، وما أنت فيه قد نقلت عنه، أما رأيت حريصا محروما وزاهدا مرزوقا؟

«٣٠٣» - وقال آخر: الحرص ينقص من قدر الإنسان ولا يزيد في رزقه.

٣٠٤- قيل: أنفق ما يكون التعب إذا وعد كذاب حريصا.

٣٠٥- وقال آخر: احتمل الفقر بالتنزّه عما في يدي غيرك، والزم القناعة بما قسم لك، فإنّ سوء حمل الفقر يضع الشريف، ويخمل الذكر، ويوجب الحرمان.

«٣٠٦» - قال أبو ذؤيب: [من الكامل]

والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع

«٣٠٧» - وقال سالم بن وابصة: [من الطويل]

غنى النفس ما يكفيك من سدّ خلّة ... فإن زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقرا

<<  <  ج: ص:  >  >>