للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ينال منها [١] شيئا إلّا قلّ إمتاعه به، ويكثر عناؤه فيه، وتشتد مرزئته عند فراقه، وتعظم التّبعة فيه بعده.

«٧٧٤» - قال وهب بن منبه، كان يقال: الأحمق إذا تكلّم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيّه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع، لا علمه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه. تودّ أمه أنها ثكلته، وتتمنّى امرأته أنها عدمته، ويتمنّى جاره منه الوحدة، وتأخذ جليسه منه الوحشة.

«٧٧٥» - وقال أفلاطن: الخصال رعيّة القلب، فعلى حسب قوّة تدبير العقل صلاح الخصال وفسادها. وللعقل تدبير ظاهر وباطن، فمن ظاهره الحياء وحسن البشر، ومن باطنه الوفاء والحلم.

«٧٧٦» - وقال آخر: العقل صديق مقطوع، والهوى عدوّ متبوع.

«٧٧٧» - قالت الحكماء: العلم قائد، والعقل سائق، والنفس ذود، فإذا كان قائد بلا سائق هلكت، وإن كان سائق بلا قائد أخذت يمينا وشمالا، فإذا اجتمعا أجابت طوعا وكرها.

٧٧٨- دخل رجل على سليمان بن عبد الملك فتكلّم عنده بكلام أعجب سليمان، وأراد أن يختبره وينظر: أعقله على قدر كلامه أم لا؛ فوجده مضعوفا فقال: فضل العقل على المنطق حكمة، وفضل المنطق على العقل هجنة، وخير الأمور ما صدّق بعضها بعضا، وأنشد: [من الطويل]


[١] ح: فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>