للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطبة الوداع هي في معنى الوصيّة من الرسول صلّى الله عليه وسلم، وقد كتبت في موضعها.

ووصاياه لأصحابه وأمّته المرشدة لهم والموقظة لغافلهم والدالة على حدود شريعته أكثر من أن تحصى، وأشير هنا إلى شيء منها قياما بشرط هذا الكتاب، والله الموفق للهداية والصواب.

«٩٦٦» - قال أبو ذر: أوصاني خليلي صلّى الله عليه وسلم بسبع: حبّ المساكين والدنوّ منهم، وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أتكلم بمرّ الحق، وأن لا أخاف في الله لومة لائم، وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، [وأن لا أسأل الناس شيئا] .

«٩٦٧» - وقال أبو ذر أيضا: أتيت النبيّ صلّى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست إليه واغتنمت خلوته فقال: يا أبا ذرّ، إن للمسجد تحية وتحيته ركعتان، فلما صلّيت قلت: يا نبيّ الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع فاستكثر أو استقلّ، قلت: فأيّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله. قلت: أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا. قلت: فأيّ المسلمين أسلم [١] ؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده. قلت: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات [٢] . قلت: فأيّ الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر. قلت: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت. قلت: فأيّ الصدقة


[١] الجليس: افضل.
[٢] الجليس: السوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>