للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفقّد لموضع عينه، والتعاهد لموضع أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يجد أنفه منك خبيث ريح. واعلمي أنّ الكحل أحسن الحسن الموجود، وأن الماء أطيب الطيب الموجود. والخامسة والسادسة: فالحفظ لماله والإرعاء على حشمه وعياله، واعلمي أنّ أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والارعاء على الحشم والعيال حسن التدبير. والسابعة والثامنة: التعاهد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فحرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. والتاسعة والعاشرة: لا تفشين له سرّا، ولا تعصين له أمرا، فانك إذا أفشيت له سرّا لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أو غرت صدره.

[وصية رجل من ربيعة لابنتها]

«١٠٠٩» - أوصى رجل من ربيعة ابنه فقال: يا بنيّ، إذا حزبك أمر فحكّ ركبتيك بركبة شيخ من قومك وشاوره. قال: فأردت التزويج، فأتيت شيخا من قومي في ناديه فجلست إليه حتى خفّ من عنده، فقال: يا ابن أخي، ألك حاجة؟ قلت: نعم، أردت التزويج فأتيتك أشاورك، فقال: أقصيرة النسب أم طويلته؟ فما أجدت ولا أرديت (أي لم أقل جيدا ولا رديا) فقال: يا ابن أخي، إني لأعرف في العين إذا عرفت، وأعرف في العين إذا أنكرت، وأعرف في العين إذا لم تنكر ولم تعرف. فأمّا العين إذا عرفت فانها تتخاوص للمعرفة، وإذا أنكرت تجحظ للانكار، وإذا لم تعرف ولم تنكر فانها تسجو سجوّا، يا ابن أخي، لا تتزوج إلى قوم أهل دناءة أصابوا من الدنيا عسرة فتشركهم في دناءتهم ولا يشركونك في أموالهم، قال: فقمت وقد اكتفيت.

[وصية دريد بن الصمّة]

«١٠١٠» - كان دريد بن الصمّة يقول: النصيحة ما لم تهجم على الفضيحة. وإذا أجدبتم فلا ترعوا حمى الملوك، فانه من رعاه غانما لم يرجع سالما. ولا تحتقروا شرّا فان قليله كثير. ومن خرق ستركم فارقعوه، ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>