للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأكلة ريح البحر بيد أن لا خطر، والصين، غير أن لا سفر. أفتتركه وهو معرض، ثم تتركه [١] وهو معوز؟ أفهمتها لا أمّ لك!! إنه المال عافاك الله، فلا تنفقنّ إلا من الربح، وعليك بالخبز والملح، ولك في البصل والخلّ رخصة، ما لم تدمنهما ولم تجمع بينهما؛ واللحم لحمك وما أراك تأكله، والحلواء [٢] طعام من لا يبالي على أيّ جنبيه وقع [٣] ، والوجبات عيش الصالحين. والأكل على الجوع واقية الفوت، وعلى الشّبع داعية الموت. ثم كن مع الناس كلاعب الشطرنج، خذ كلّ ما معهم واحفظ كل ما معك. يا بني قد أسمعت وأبلغت، فان قبلت فالله حسبك، وإن أبيت فالله خصمك [٤] .

[عهد لطفيلي]

«١٠٣٩» - كتب علي بن نصر الكاتب على بعض الطفيليين عهدا يوصي فيه بالنّهم والأكل: هذا كتاب من فلان في صحّة من فهمه، وسقم من جسمه، وضعف من عزمه، وأسف على هضمه، واستكلاب من شهوته، وانتكاس من علّته، عند آخر ساعة من ساعات دنياه، وأول وقت من أوقات أخراه، ومن النصيحة والصدق، والفيئة من الباطل إلى الحقّ- إلى جماعة الأكلة المتصوّفين، وذوي النّهم المتطفّلين، وأولي الطواحين الدائرة، والشّهوات الثائرة، والأشداق الفسيحة، والمبالع الصحيحة: سلام عليكم، فاني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، خالق الأنياب الحداد، والأضراس الشّداد، واللهى الواسعة، والحلاقم


[١] المقامات: تطلبه.
[٢] المقامات: والحلوى.
[٣] المقامات: يقع.
[٤] المقامات: حسيبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>