للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ويحك، وما كان طريف فيكم حيث قال هذا الشعر؟ قال: كان أثقل العرب على عدوّه وطأة إذا نهد إليهم بثار، وأيمنهم نقيية، وأعساهم قناة على من رام هضمه، وأقراهم لضيفه، وأحوطهم من وراء جاره. اجتمعت العرب بعكاظ وكلهم أقرّ له بهذه الخلال، غير أن من اراد أن ينقص [١] به قال: والله ما أنت ببعيد النجعة ولا قاصد الرمية، فدعاه ذلك إلى أن جعل على نفسه ألا يأكل إلا لحم قنص يقتنصه، ولا ينزع كلّ عام عن غزوة يبعد فيها أثره. قال: يا أخا بني تميم، لقد أحسنت إذ وصفت صاحبك، ولكني أحق ببيته منه، أنا ذاك الذي وصفت لا هو.

«١٠٥٥» - تكلم الوفود عند عبد الملك حتى بلغ الكلام إلى خطيب الأزد، فقام فقبض على قائم سيفه ثم قال: قد علمت العرب أنّا حيّ فعال ولسنا حيّ مقال، وأنّا نأبى الحيف، ونعمل السيف، فمن مال قوّم السيف أوده، ومن نطق قمع الحقّ لدده؛ ثم جلس، فحفظت خطبته دون كلّ خطبة.

وفي رواية: وأنا نجزي بفعلنا عند أحسن قولهم. إن السيوف [٢] لتعرف الفنا، وان الموت ليستعذب أرواحنا، وقد علمت الحرب الزّبون أنّا نقدع جماحها ونحلب صراها.

«١٠٥٦» - قال الأسعر ابن أبي حمران الجعفي، وإنما لقب الأسعر لقوله:

[من الطويل]

فلا يدعني قومي لسعد بن مالك ... لئن أنا لم أسعر عليهم وأثقب


[١] م: يقصر.
[٢] م: الشرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>