للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنيّ بما في الطبع عن مستفاده ... له كرم الأخلاق دون التكرّم

إذا جمح الأعداء ردّ جماحهم ... إلى جذع يزجي الحوادث أزلم

فسار بهم سير الكواكب لينة [١] ... وشلّهم شلّ الطليح المسدّم

لقد رتعت آمالنا من جنابه ... بغير وبيّ المكرع المتوخّم

بحيث يكون الماء غير مكدّر ... وحيث يكون الحوض غير مهدّم

«١٨٣» - وقال أيضا: [من الطويل]

أطافت بخرق يسبق القول فعله ... فليس ليوميه وعيد ولا وعد

وليس له في غير طرف أريكة ... وليس له في غير سابغة سرد

فتى يشجع الرّعديد من ذكر بأسه ... ويشرف من تأميله الرجل الوغد

[الجاحظ يمدح الكتاب]

«١٨٤» - الجاحظ في مدح كتاب: متى رأيت بستانا يحمل [٢] في ردن، أو روضة تتقلّب [٣] في حجر؟ من لك بزائر إن شئت جعل زيارته غبّا، ووروده خمسا، وإن شئت لزمك لزوم الظلّ، وكان منك مكان بعضك؟ الكتاب هو الذي إن نظرت فيه بجّح نفسك، وعمّر صدرك، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر. ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك، إلّا منعه لك من الجلوس على بابك والنظر إلى المارّة بك، مع ما في ذلك من التعرّض


[١] الديوان: سير الذلول براكب.
[٢] م: يثقل.
[٣] الحيوان: تقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>