للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجعل بينهما للاعتذار طريقا.

٣٠٣- وقال أيضا: أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالذنب المعذرة.

٣٠٤- وقال جعفر بن محمد: شفيع المذنب إقراره، وتوبة المجرم اعتذاره.

٣٠٥- وقال رجل من بني تميم لقومه: ألا أدلّكم على ما هو أفضل من الحقّ؟ قالوا: وما هو؟ قال: العفو.

«٣٠٦» - وقال الشاعر: [من الطويل]

فإن كنت ترجو في العقوبة راحة ... فلا تزهدن عند التجاوز في الأجر

«٣٠٧» - وقال الحسن بن أبي الحسن رضي الله عنه: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلّا العافون عن الناس، وتلا قوله تعالى: فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ

(الشورى: ٤٠) .

[عمر بن حبيب العدوي يحدث المنصور]

٣٠٨- وقال عمر بن حبيب العدوي: كنت في وفد أهل البصرة لما قدموا على المنصور يسألونه أن يولّي عليهم قاضيا، فبينا نحن عنده إذ جيء برجل مصفّد يحمل في الحديد، فوقف بين يديه فغلّوا يده إلى عنقه، فساء له طويلا ثم بسط له نطع وأقعد عليه، ونحن ننظر إليه، فأمر بضرب عنقه، والرجل يحلف له وهو يكذّبه، ولم يتكلّم أحد من الجمع. فقمت وكنت أحدثهم سنّا، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في الكلام؟ فقال: قل. قلت: يروى عن ابن عمك رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد عليّ الحوض، وقد اعتذر إليك فاقبل عذره. فقال: يا غلام اضرب عنقه. فقلت: إنّ أباك

<<  <  ج: ص:  >  >>