للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكسبنني سخط امرىء بتّ موهنا ... أرى سخطه ليلا من [١] الليل مظلما

تبلّج عن بعض الرضى وانطوى على ... بقيّة عتب شارفت أن تصرّما

إذا قلت يوما قد تجاوز حدّها ... تلبّث في أعقابها وتلوّما

وأصيد إن نازعته الطّرف ردّه ... كليلا وإن راجعته القول جمجما

ثناه العدا عنّي فاصبح مشرعا [٢] ... وأوهمه الواشون حتى توهّما

وقد كان سهلا واضحا فتوعّرت ... رباه وطلقا ضاحكا فتجهّما

أمتّخذ عندي الإساءة محسن ... ومنتقم مني امرؤ كان منعما

ومكتسب فيّ الملامة ماجد ... يرى الحمد غنما والملامة مغرما

[يخوفني من سوء رأيك معشر ... ولا خوف إلّا أن تجور وتظلما]

أعيذك أن أخشاك من غير حادث ... تبيّن أو جرم إليك تقدّما

وأكبر ظنّي أنّك المرء لم تكن ... تحلّل بالظنّ الذمام المحرّما

ولو كان ما خبّرته أو سمعته ... لما كان غروا أن ألوم وتكرما

لي الذنب معروفا وإن كنت جاهلا ... به ولك العتبى عليّ وأنعما

[الجاحظ وابن أبي دواد]

«٣٢٠» - أتي بالجاحظ بعد هلاك ابن الزيات، وكان من المنقطعين إليه، إلى ابن أبي دواد، وهو مقيّد وفي عنقه سلسلة، فقال له ابن أبي دواد: والله ما علمتك إلا متناسيا للنعم، كفورا للصنيعة، معدّدا للمساوىء، وما فتّني باستصلاحي لك، ولكنّ الأيام لا تصلح منك لفساد طويّتك، ورداءة دخلتك، وسوء اختيارك، فقال الجاحظ: خفّض عليك، والله لأن يكون الأمر لك عليّ خير من أن يكون لي عليك، ولأن أسيء وتحسن أجمل في الأحدوثة عنك من


[١] ب: مع.
[٢] الديوان: معرضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>