للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفكري، ولا خطر بعد انقضائه على بالي [١] .

«٣٤١» - لما ركب المأمون إلى المطبق لقتل ابن عائشة، لقيه العباس بن الحسن العلوي عائدا، فقال له: الله الله يا أمير المؤمنين في الدماء التي لا بقيّة معها ولا عقوبة بعدها؛ والبس رداء العفو الذي ألبسك الله تعالى إياه، وجمّلك به، وأسعدك باستعماله، فإنّ الملك إذا قتل أغري بالقتل حتى يصير عادة من عاداته، ولذة من لذّاته، فقال: والله يا أبا الفضل لو سمعت هذا منك قبل قتلي لابن عائشة ما كنت قتلته.

[إبراهيم بن المهدي والمأمون]

«٣٤٢» - لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون عند الظفر به سلّم عليه وقال له: يا أمير المؤمنين، وليّ الثأر محكّم في القصاص، والعفو أقرب للتقوى، ومن مدّ له في الأناة حسن عنده الذنب، وقد جعلك الله فوق كلّ ذنب، كما جعل كلّ ذي ذنب دونك، فإن عاقبت فبحقّك، وإن عفوت فبفضلك؛ فقال المأمون: يا إبراهيم إنّي شاورت العباس ابني، وأبا أسحاق أخي، في أمرك فأشارا عليّ بقتلك، إلّا أنّني وجدت قدرك فوق ذنبك، فكرهت القتل للازم حرمتك.

فقال: يا أمير المؤمنين، قد نصح المشير بما جرت به العادة في السياسة وحياطة


[١] م: على فكري؛ ب: ولا خطر ببالي بعد انقضائه؛ الأغاني: ولا أخطرته بعد انقضائه على ذكري.

<<  <  ج: ص:  >  >>