للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفد الشام يعتذر إلى المنصور]

«٣٤٥» - وفد وفد من أهل الشام على المنصور بعد انهزام عبد الله بن علي، وفيهم الحارث بن عبد الله بن ربيعة في عدة منهم، ثم قام الحارث فقال: أصلح الله أمير المؤمنين [١] ، لسنا وفد مباهاة، ولكنّا وفد قربة، وإنّا ابتلينا بفتنة استفزّت كريمنا واستخفّت حليمنا، فنحن معترفون، ومما سلف معتذرون، فإن تعاقبنا فقد أجرمنا، وإن تعف عنا فبفضلك علينا. فاصفح إذ ملكت، وامنن إذ قدرت، وأحسن فطالما أحسن الله إليك. فقال المنصور: قد فعلت ذلك بخطيبكم وأمر بردّ قطائعه.

[رسائل في الاعتذار والاستعطاف]

٣٤٦- ومن الاعتذار: إنك- أعزّك الله- بحسن معاشرتك للنعم، واستدامتك لها، واجتلابك ما بعد منها بشكر ما قرب، واستعمالك الصفح عن المجرم لما في عاقبته من جميل الذكر، وجزيل الأجر، تقبل العذر على معرفتك بشناعة الذّنب، وتقيل العثرة وإن لم تكن على يقين من صدق النيّة، وتدفع السيئة بالتي هي أحسن.

«٣٤٧» - ومن الاستعطاف [٢] : شفع إبراهيم بن المهدي إلى المأمون في محبوس فقال: يا أمير المؤمنين، ليس للعاصي بعد القدرة عليه ذنب، ولا للمعاقب بعد الملكة عذر؛ قال: صدقت، ووهبه له.

٣٤٨- كتب إبراهيم بن عبد الله اليقطيني إلى محمد بن ثوابة: إن كان ما أسخطك- أعزّك الله- من جرمي دون مقدار حرمتي، فالصفح عنه واجب لي، وإن كان موازيا فالحسنة تذهب السيّئة، وإن كان فوقه فإنّ الله عزّ وجلّ يقول


[١] اصلح ... المؤمنين: سقط من م.
[٢] ومن الاستعطاف: سقط من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>