للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نوادر في الاعتذار والاستعطاف]

«٣٧٨» - قال المدائني: ورد على المنصور كتاب من مولى له بالبصرة أنّ سلما ضربه بالسياط، فاستشاط المنصور غضبا وقال: أعليّ يجترىء سلم؟ والله لأجعلنّه نكالا يتّعظ به غيره. فأطرق جلساؤه جميعا، وأراد ابن عياش أن يعتذر عنه، وكان أجرأهم على المنصور، فقال: يا أمير المؤمنين، قد رأينا من غضبك على سلم ما شغل قلوبنا، وإنّ سلما يضرب مولاك لا بقوّته ولا قوة أبيه، ولكنّك قلّدته سيفك، وأصعدته منبرك، فأراد مولاك أن يطامن منه ما رفعت، ويفسد ما صنعت، فلم يحتمل له ذلك. يا أمير المؤمنين، إنّ غضب العربيّ في رأسه، فإذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسان أو يد، وإنّ غضب النبطيّ في استه فإذا خرىء ذهب عنه غضبه؛ فضحك المنصور وكفّ عن ذكر سلم.

٣٧٩- قدّم إلى عبد الله بن علي أسير من بني أمية فأمر بقتله، فلما وقف على رأسه بالسيف ضرط، فوقع السيف من يد الرجل المأمور بقتله، فضحك عبد الله وعطف عليه وقال: خلّوا سبيله. فقال الأموي: وهذا أيضا من الادبار، كنّا ندفع الموت بأسيافنا، صرنا ندفعه بأستاهنا.

٣٨٠- بلغ أبا إسحاق النحويّ المعروف بالهدهد أنّ أبا إسحاق الزجاج

<<  <  ج: ص:  >  >>