للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حالتين، يسرّنا فيهم أكثر مما يسوءنا، ويسوءهم منّا أكثر مما يسرّهم. فلم يزل الله عزّ وجلّ يزيدنا وينقصهم، ويعزّنا ويذلّهم، ويؤيّدنا ويخذلهم، ويمحّصنا ويمحقهم، حتى بلغ الكتاب أجله فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

(الأنعام: ٤٥) .

«٣٨٧» - وكتب إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة حين ولي العراق من قبل ابن الزبير يخبره بهزيمة الخوارج: أما بعد، فإنّا مذ خرجنا نؤمّ هذا العدوّ في نعم من الله متصلة علينا، ونقمة من الله متتابعة عليهم، نقدم ويحجمون، ونحلّ ويرحلون، إلى أن حللنا بسوق الأهواز، والحمد لله رب العالمين.

«٣٨٨» - وكتب إليه بعد هذا الكتاب: أمّا بعد، فإنّا لقينا الأزارقة المارقة [١] بحدّ وجدّ، وكانت في الناس [٢] جولة، ثم ثاب أهل الحفاظ والصبر بنيّات صادقة، وأبدان شداد، وسيوف حداد، فأعقب الله خير عاقبة، وجاوز بالنعمة مقدار الأمل، فصاروا دريئة رماحنا، وضرائب سيوفنا، وقتل الله أميرهم ابن الماحوز، وأرجو أن يكون آخر هذه النعمة كأوّلها، والسلام.

٣٨٩- كاتب في فتح: نعمة جسيمة جمع الله بها الألفة، وأمّن بها من الخلاف والفرقة، وجعل لأهل دينه سكنا وثقة، وأمنا وعصمة، فلم تعر منها خاصّة ولا عامّة، ولم تخل من سعادتها قاصية ولا دانية.

٣٩٠- فصل من كتاب بذكر فتح [٣] : فأبي إلّا جماحا في غوايته، وتماديا في ضلالته، وتولّيا بركنه، وتعزّزا بحصنه، فلما سفه نفسه، وجهل حظّه،


[١] المارقة: سقطت من م.
[٢] م: النفس.
[٣] م: يذكر فتحا.

<<  <  ج: ص:  >  >>