للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرامطة وفتح الكوفة: كتابي- أطال الله بقاء مولانا- والسلامة لمولانا أمير المؤمنين شاملة، والكفاية بحوزته كاملة، فظلّه على الأمير السيد وعليّ ظليل [١] ، ورأيه فينا حسن جميل، وأنا للنعمة في ذلك مبد معيد، ومنها بالشكر مستمدّ ومستزيد، والحمد لله رب العالمين. وإذا قضى الله لي- أطال الله بقاء مولانا- بعلوّ يد على مطاوليها، وظهور راية على منازليها، وحلول نقمة بالمتمرسين بي، وامتناع جانب على المتطرفين لي، رأيت أنّ الموهبة في ذلك بادئة به قبلي، وواصلة إليه ثم إليّ، لتمسّكي بطاعته وولائه، واستئثاري على الأقران بحسن معتقده ورائه، ولأنّ الحضرة التي أنا مدبّرها دار أمير المؤمنين وحماه، وظل السلطان وذراه، فبصلاحها تصلح الأوساط والأطراف، وبصيانتها تصان الأثباج والأكناف؛ هذا إلى اجتماعي معه في ذروة مفخرنا الأفخم، وذؤابة بيتنا الأعظم، الذي حصّنه الله بجلالة الأسلاف، ونجابة الأخلاف، وكرم القديم، وشرف الحديث، وتكفّلي بحياطة ما يليني من الممالك التي ينادى بشعاره في أرجائها، وتمتنع بذكره على أعدائها. وجميع هذه المنح كالثمرات المجتناة من تقوى الله وطاعته، والتحدّث [٢] بآلائه ونعمه، والإقرار بالضّعف لولا أن أيّدنا الله، وبالضعة لولا أن أنهضنا، واللياذ به في كلّ أمر أهمّنا وملمّ طرقنا، وعلى حسب هذه الاستكانة منّا له، والإخبات لكبريائه وعظمته استكبار أعدائنا واستعلاؤهم، وسعيهم علينا وإجلابهم، ومخالفتهم في معاندتنا ومجاذبتنا [٣] إرادة الله سبحانه فينا، إذ مكّن لنا في الأرض، وفضّلنا على كثير من الخلق؛ لا جرم أنه عزّ وجهه يحكم لنا عليهم حكومة باطنها باطن عدل وإنصاف، وظاهرها ظاهر حيف وإجحاف، لأنّ العاقبة تكون لنا على المداومة لا المداولة، والدائرة تدور عليهم على المتواترة لا على المناوبة؛ وكان الأولى بهم إذ لم يكفّهم


[١] والكفاية ... ظليل: سقط من ب.
[٢] ب: والحديث.
[٣] ومجاذبتنا: سقطت من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>