للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تستوعب الشكر، وتستوجب الإذاعة لها والنشر، فجعل لهم من أيامهم مواسم يكفّر بطاعته فيها سيئاتهم، ويرفع بتوفيقهم لصالح العمل عنده درجاتهم.

وخصّ شهر رمضان بالصيام الذي ختمه لهم بعيد يبشرهم بالقبول، يتقارضون فيه التهاني بدرك المأمول. وأمرهم باتخاذ الزينة وإظهارها، وإراحة النفوس بقضاء المباح من لذّاتها وأوطارها، تكميلا لنعمته في الصوم المفضي بهم عاجله إلى آجل الفوز والرضوان، وإخراجه لهم من ضيقه إلى سعة الفطر المريح لما أجهده من الأبدان. بكلّ ذلك يجزل ثوابهم، ويحسن مآبهم، ويعرّفهم مواقع لطفه، ويريهم دلائل رحمته وعطفه، فله على ذلك حمد يمتري المزيد من آلائه، ويستدعي الإجراء على عادة إحسانه وبلائه. وقد عرف ما أنهي من حضور جماعة الأولياء، وإفاضتهم والحاضرين معهم في صالح الدعاء، الموجب لهم شرف الملاحظة والإرعاء، وأذن لهم بعد إشعارهم بتحقيق خدمتهم في الانكفاء، والسلام.

«٤٤٣» - قال البحتري: [من الطويل]

مضى الشهر محمودا ولو قال مخبرا ... لأثنى بما أوليت أيّامه الشّهر

عصمت بتقوى الله والورع الذي ... أتيت فلا لغو لديك ولا هجر

وقدّمت سعيا صالحا لك ذخره ... وكلّ الذي قدّمت من صالح ذخر

وحال عليك الحول بالفطر مقبلا ... فباليمن والإقبال [١] قابلك الفطر

«٤٤٤» - الرضي يهنّيء نصرانيّا بيوم السعانين [٢] : [من البسيط]


[١] الديوان: والايمان.
[٢] م: شعانين.

<<  <  ج: ص:  >  >>