للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأستجدب الدار الخصيبة بعدهم ... وفيها الغوادي والرياض الأثائث [١]

لعمر الأكفّ الضارحات لحودهم ... لقد زلّ عنهنّ النجوم الغوائث

لقد غادروني بعدهم لحمة العدى ... وطعمة ما تبغي الخصوم العوائث

أضام فلا يأوي لضيمي مانع ... وأظلم لا يأتي بصوتي غائث

وأعطي بكفّي للقليل من الأذى ... وقد كنت يخشاني الالدّ المماغث [٢]

وحيدا بنفسي لا ألايم منزلا ... كما اعتزل النسك النساء الطوامث

إذا ضافني همّ وضقت بذرعه ... ظهرت بأين المصرخون المغاوث

ولا خير في فرع تجاذبه الصّبا ... إذا ذهبت عنه الأصول اللوابث

ورثتكم [٣] الملح الأجاج على الصدى ... وإن قيل أثرى أو تمتع وارث

أمصغية أحداثكم فأزيزها [٤] ... منادب فيها للدموع بواعث

وأصدر حاجات عنيت بحملها ... فقد يمحق الهمّ الأنيس المنافث

وما كنت أرضى بالغمام لتربكم ... لو انبعثت عني العروق الفوارث

وإنّي مذ أمهلت نفسي بعدكم ... فواقا لمضعوف الوثيقة ناكث

«٥٧٧» - وقال صخر بن عمرو أخو الخنساء يرثي أخاه معاوية:

[من الطويل]

إذا ما امرو أهدى لميت تحيّة ... فحيّاك ربّ الناس عنّي معاويا


[١] الأثائث: الغزيرة الوفيرة.
[٢] المماغث: المصارع الشديد العلاج.
[٣] م: وردتهم.
[٤] م: فأديرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>