للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خطبة الباب]

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) *

(ربّ أعن واختم بخير [١] ) الحمد لله خالق الإنسان ولم يكن شيئا مذكورا، ومصيب عبده بقضائه المحتوم قدرا منه مقدورا، ومنقله بين السلامة والسقم اختبارا وابتلاء، وجاعل حاليه من نعمة وضرّ علاجا لأدواء القلوب وداء؛ نصب المرء لسهام الرزايا هدفا وغرضا، وبلاه باختلاف أطواره صحة ومرضا، فكان الصابر الراضي أحمدهما عاقبة وأكرمهما عوضا؛ إن أسدى نعمة فبكرمه يوليها، وإن اختبر عباده بنقمة يحلها ضمّن الصلاح في مطاويها؛ وأحمده على تظاهر آلائه، والعافية من عدواء الدهر ولأوائه؛ وأسأله الصلاة على محمد خير أنبيائه، المصطفى من أكرم عنصر بشرف اصطفائه، والمخصوص بكرم اختياره واجتبائه، متخذ التواضع خلقا وطبعا، وعايد الإخوان تكرمة لهم ورفعا، وسنّة يهدي إليها من ائتمّ بهداه، واقتدى بشرف سجاياه، وعلى آله وصحبه، ما همى صيّب من فتوق سحبه.


[١] من م وحدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>