للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: أين فلان بن فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّي محدّثكم حديثا فاحفظوه وعوه، وحدّثوا به من بعدكم. إنّ الله عزّ وجلّ اصطفى من خلقه خلقا يدخلهم الجنة ثم تلا اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ

(الحج: ٧٥) وإني أصطفي منكم من أحبّ أن أصطفيه، ومواخ بينكم كما آخى الله عزّ وجلّ بين ملائكته. قم يا أبا بكر فاجث بين يديّ، فإنّ لك عندي يدا الله يجزيك بها، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي. ثم تنحّى أبو بكر، ثم قال: ادن يا عمر، فدنا منه فقال:

لقد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص، فدعوت الله أن يعزّ الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام، ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبّ إلى الله، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة. ثم تنحّى عمر ثم آخى بينه وبين أبي بكر. ثم دعا عثمان فقال: ادن أبا عمرو، ادن أبا عمرو، ادن أبا عمرو، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم، ثلاث مرات، ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزرّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده ثم قال: اجمع عطفي ردائك على نحرك. ثم قال: إنّ لك شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد عليّ حوضي وأوداجه تشخب دما، فأقول: من فعل بك هذا؟ فتقول: فلان وفلان، وذلك كلام جبريل، إذا هاتف يهتف من السماء فقال: ألا إنّ عثمان أمير على كلّ مخذول. ثم تنحّى عثمان، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: ادن يا أمين الله، أنت أمين الله وتسمّى في السماء الأمين، يسلطك الله على مالك بالحق. أما إنّ لك عندي دعوة قد وعدتكها وقد أخرّتها. قال خر لي يا رسول الله، قال: حملتني يا عبد الرحمن أمانة. ثم قال: إنّ لك شأنا يا عبد الرحمن، أما إنه أكثر الله مالك، وجعل يقول بيده هكذا وهكذا، ووصف حسين بن محمد: جعل يحثو بيده ثم تنحّى عبد الرحمن، ثم آخى بينه وبين عثمان. ثم دعا طلحة والزبير فقال لهما: ادنوا مني

<<  <  ج: ص:  >  >>