للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٩٩٨» - قدمت ليلى الأخيلية على الحجاج فقال لها: ما أتى بك يا ليلى؟

قالت: إخلاف النجوم، وكلب البرد، وشدة الجهد، وكنت لنا بعد الله ردءا.

قال فأخبريني عن الأرض، قالت: الأرض مقشعرة، والفجاج مغبرة، وذو الغنى مختلّ، وذو الحد منفلّ. قال: وما سبب ذاك؟ قالت: أصابتنا سنون مجحفة مظلمة، لم تدع لنا فصيلا ولا ربعا، ولم تبق عافطة ولا نافطة، فقد أهلكت الرجال، ومزّقت العيال، وأفسدت الأموال.

«٩٩٩» - وقالت أعرابية: [من المتقارب]

ألم ترنا غبّنا ماؤنا ... زمانا فظلنا نكدّ البئارا

فلما عدا الماء أوطانه ... وجفّ الثماد فصارت حرارا

وفتّحت الأرض أفواهها ... عجيج الجمال وردن الجفارا

وضجّت إلى ربّها في السماء ... رؤوس العضاه تناجى السرارا

لبسنا لدى عطن ليلة ... على اليأس أثوابنا والخمارا

وقلنا أعيروا النّدى حقّه ... وعيشوا كراما وموتوا حرارا

فإن النّدى لعسى مرّة ... يردّ إلى أهله ما استعارا

فبينا نوطّن أحشاءنا ... أضاء لنا بارق فاستطارا

وأقبل يزحف زحف الكسير ... كسوق الرعاء البطاء العشارا

يغنّي وتضحك حافاته ... خلال الغمام ويبكي مرارا

فلما خشينا بأن لا نجاء ... وأن لا يكون فرار فرارا

أشار له آمر فوقه ... هلمّ فأمّ إلى ما أشارا

<<  <  ج: ص:  >  >>