للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠٣]- ومن المعمّرين المستوغر بن ربيعة، وهو عمر بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ، قيل إنه أدرك الإسلام أو كاد يدرك أوله، ونسبه إلى تميم، وبقاؤه إلى الإسلام أو قبله يدلّ على طول بقائه، قيل إنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة حتى قال: [من الكامل]

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السنين مئينا

مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا

هل ما بقي إلا كما قد فاتنا ... يوم يكرّ وليلة تحدونا

وإنما سمّي المستوغر لبيت قاله وهو: [من الوافر]

ينشّ الماء في الرّبلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير

الربلات: واحدها ربلة بفتح الباء وإسكانها، وهي لحمة غليظة، والرّضف: الحجارة المحماة، والوغير: لبن تلقى فيه حجارة محماة ثم يشرب، أخذ من وغيرة الظهيرة، وهي أشدّ ما يكون من الحرّ، ومنه وغر صدر فلان يغر وغرا إذا التهب من الغيظ من غضب أو حقد.

[١٠٤]- ومنهم دويد «١» بن زيد بن نهد بن زيد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: قال أبو حاتم: عاش دويد بن زيد أربعمائة سنة وستا وخمسين سنة.

وقال ابن دريد: لما حضرت دويد بن زيد الوفاة قال لبنيه: أوصيكم بالناس شرّا، لا ترحموا لهم عبرة، ولا تقيلوا لهم عثرة، قصّروا الأعنّة، وطوّلوا الأسنّة،


[١٠٣]- المعمرون: ١٢- ١٣ وأمالي المرتضى ١: ٢٣٤- ٢٣٥ والشعر في طبقات ابن سلام: ٣٣.
[١٠٤] دويد وشعره في المعمرون: ٢٥- ٢٦ وأمالي المرتضى ١: ٢٣٦- ٢٣٧ وقوله: «اليوم يبنى لدويد ... » في طبقات ابن سلام: ٣٢ وكذلك قوله: «ألقى عليّ الدهر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>