للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال نومي، حتى يكون النوم واليقظة منسوبين إليه، لأنّ خيال المحبوب يتمثل في حال نومه ويقظته جميعا، إلا أنه يتسع من التأويل في هذا لقيس ما لا يتسع للبحتري، لأنّ قيسا قال: فقد تؤتينه في النوم، ولم يقل: تؤتينه نائمة، وقد يجوز أن يحمل على أنه أراد ما تمنعي يقظى أي وأنا يقظان، فقد تؤتينه في النوم، أي: في نومي، ولا يسوغ مثل ذلك في بيت البحتري لأنه قال: وسنى، ولم يقل: في الوسن.

٢٤٢- وقال عمرو بن مالك الجعدي: [من الطويل]

ألا طرقتنا أمّ أوس ودونها ... من القفّ أعلام له وجنود

فلما انتبهنا للخيال الذي سرى ... إذا الأرض قفر والمزار بعيد

فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي ... لعلّ خيالا طارقا سيعود

[٢٤٣]- وقال البحتري: [من الطويل]

ألمّت بنا بعد الهدوّ فسامحت ... بوصل متى نطلبه في الجدّ تمنع

وربّ لقاء لم يؤمّل، وفرقة ... لأسماء لم تحذر ولم تتوقّع

أسرّ بقرب من ملمّ مسلّم ... وأشجى ببين من حبيب مودّع

فكائن لنا بعد النوى من تفرّق ... تزجّيه أحلام الكرى، وتجمّع

[٢٤٤]- وقال أيضا: [من الطويل]

وإني وإن ضنّت عليّ بودّها ... لأرتاح منها للخيال المؤرّق

يعزّ على الواشين لو يعلمونها ... ليال لنا نزدار فيها ونلتقي

فكم غلّة للشوق أطفأت حرّها ... بطيف متى يطرق دجى الليل يطرق


[٢٤٣] ديوان البحتري: ١٢٣٧- ١٢٣٨ ومجموعة المعاني: ١٤٥ (الأول والرابع) والأول مع آخر في أمالي القالي ١: ٢٢٨- ٢٢٩.
[٢٤٤] ديوان البحتري: ١٥٠٨- ١٥٠٩ ومجموعة المعاني: ١٤٥ (الثالث والرابع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>