للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تمنّ له أن يستفيد غنى ... فإنه بانتقال الحال ينتقل

٢١٢- كان سعد بن عبادة يقول: اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.

«٢١٣» - القاضي أبو الحسن ابن عبد العزيز: [من الطويل]

قالوا توصل بالخضوع إلى الغنى ... وما علموا أن الخضوع هو الفقر

وبيني وبين المال بابان حرّما ... عليّ الغنى نفسي الأبية والدهر

إذا قيل هذا اليسر أبصرت دونه ... مواقف خير من وقوفي بها العسر

وماذا على مثلي إذا خضعت له ... مطامعه في كفّ من حصل التبر

وأكثر ما عندي لمن قعدت به ... فضائله الاعراض والنظر الشزر

٢١٤- قال حكيم: احتمال الفقر أحسن من احتمال الذل، على أن الرضى بالفقر قناعة، والرضى بالذل نذالة.

[الحجاج يزوج ابنه]

٢١٥- وروي أن الحجاج بن يوسف لما زوّج محمد بن الحجاج قال:

لأصنعنّ طعاما لم يسبقني إليه الأولون ولا يلحقني به الآخرون. فقيل له: لو وجهت إلى المدائن فسألت كيف يصنع كسرى بالطعام فعملت على نحو ذلك.

فأرسل إلى بعض من يعلم ذلك، فقال: حين تزوج كسرى هندا بنت بهرام كتب إلى عماله في الآفاق: ليقدم عليّ كل رجل منكم وخليفة شرطته، فوافى عنده اثنا عشر ألفا، فأطعمهم في ثلاثة أيام، كل يوم أربعة آلاف خوان، يقعدون على بسط الديباج المنسوجة بالذهب ووسائد الديباج المنسوجة بالذهب؛ فلما أكلوا أتى كل واحد بمثقال من مسك فغسل به يده، فلما قاموا بعث بتلك الآنية والبسط فقسمت عليهم. فقال الحجاج: أفسدت عليّ لعنك الله! اذهبوا فاشتروا الجزر فانحروها في مربعات واسط.

<<  <  ج: ص:  >  >>