للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا حوى فاضل ذو همة نشبا ... بني به لبنيه بعده رتبا

ومن سعى يطلب العليا بلا سبب ... من ثروة وغنى أعياه ما طلبا

أما ترى النار والعلياء مركزها ... لا ترتقي صعدا إن لم تجد حطبا

٢٣٤- قال الأصمعي: لقيت أعرابيا فسايرته ثم نزلت معه، وكانت له حالة رثة بذة، فحادثته واستنشدته، فأنشدني أشعارا كأنه هو قائلها، واستخبرته عن أخبار وكأنه كان مشاهدها، فطفقت أتعجب من جماله وكماله وسوء حاله، فسكت سكتة ثم أنشأ يقول: [من الكامل المجزوء]

أأخيّ إن الحادثا ... ت عركنني عرك الأديم

ففللن غرب بطالتي ... عن ذي مماحكة خصيم

لا تنكرن أن قد رأي ... ت أخاك في طمري عديم

إن كن أثوابي بلى ... ن فإنهن على كريم

٢٣٥- الأعشى: [من الكامل]

والمال زين في الحياة وغبطة ... ولقد ينال المال غير كريم

٢٣٦- قال حميد بن هلال: خطبنا عتبة بن غزوان فقال: لقد رأيتني مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سابع سبعة قد سلعت أفواهنا من أكل الشجر، وقد رأيتني وأنا وسعد التقطنا بردة فشققناها بيننا نصفين، وإنا اليوم ليس منا رجل إلا وهو أمير على مصر، ألا وإني أعوذ بالله من أن أكون في نفسي عظيما وفي أعين الناس صغيرا، ألا وإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت ملكا، وستجربون الأمراء بعدي.

٢٣٧- وقال عبد الرحمن بن أزهر: سمعت أبا عبيدة بن الجراح قال: كنت حفارا أحفر القبور بمكة ولا مال لي، فأسلمت وأنا أكسب طعام يومي، فكنت حين أسلمت إذا حفرت قبرا صنعت طعاما فجئت به إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان لا يفارقه عمّار وخباب بن الأرت، وكنا يومئذ إنما نحن بضعة

<<  <  ج: ص:  >  >>