للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النكبات أكثر من هذا، وهو معه لا يصلح لطفيء سراج بقّال.

قال: قد والله صدق أبو الهيجاء، أطلقوا هذا إلى لعنة الله. فكان هذا أصل خلاصه. قال أبو الهيجاء: وهو الآن يشكوني ويقول: كان يستخفّ بي ويلطمني بحضرة العدوّ ويخشن اللفظ. وقد كانت العلة، والقصّة أقبح وبها نجا.

٧١٨- كان معاوية إذا أتاه عن بطريق من بطارقة الروم كيد للاسلام احتال له فأهدى إليه وكاتبه حتى يغري به ملك الروم. فكانت رسله تأتيه بأنّ هناك بطريقا يؤذي الرسل ويطعن عليهم ويسيء عشرتهم. فقال معاوية: أيّ ما في عمل الإسلام أحبّ إليه؟ فقيل له: الخفاف الحمر ودهن البان، فألطفه بها حتى عرفت رسله باعتياده. ثم كتب إليه كتابا كأنّه جواب كتابه منه يعلمه فيه أنّه وثق بما وعده به من نصره وخذلان ملك الروم؛ وأمر الرسول لأن يظهر على الكتاب، فلما ذهبت رسله في أوقاتها ثم رجعت إليه، قال: ما حدث هناك؟ قال: فلان البطريق رأيناه مقتولا مصلوبا؛ فقال: أنا أبو عبد الرحمن.

٧١٩- لمّا أكره الحجّاج بن يوسف عبد الله بن جعفر على أن يزوّجه ابنته استأجله في نقلها سنة. ففكّر عبد الله في الانفكاك منه، فألقي في روعه خالد بن يزيد بن معاوية فكتب إليه يعلمه ذلك، وكان الحجاج تزوّجها بإذن عبد الملك.

فورد على خالد كتابه ليلا فاستأذن من ساعته على عبد الملك، فقيل له: أفي هذا الوقت؟ فقال: إنّه أمر لا يؤخّر، فأعلم عبد الملك بذلك فأذن له. فلما دخل عليه قال له عبد الملك: فيم السّرى يا أبا هاشم؟ قال: أمر جليل لم آمن أن أؤخّره فتحدث عليّ حادثة فلا أكون قضيت حقّ بيعتك. قال: وما هو؟ قال:

أتعلم أنّه كان بين حيّين من العداوة ما كان بين آل الزبير وآل أبي سفيان؟ قال:

لا، قال: فإنّ تزوّجي إلى آل الزبير حلّل ما كان لهم في قلبي، فما أهل بيت أحبّ إليّ اليوم منهم. قال: فإنّ ذلك ليكون. قال: فكيف أذنت للحجّاج أن يتزوّج من بني هاشم وأنت تعلم ما يقولون وما يقال فيهم، والحجاج من سلطانك بحيث علمت؟ فجزاه خيرا، وكتب إلى الحجّاج بعزمه أن يطلّقها، فطلّقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>