للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ

(المائدة: ٧٥) . قال المفسّرون: هذا تنبيه على عاقبته وعلى ما يصير إليه وهو الحدث، لأنّ من أكل الطعام فلا بدّ أن يحدث، ثم قال:

انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ

وهذا من ألطف الكناية.

«٧٨٦» - ومن قوله عزّ وجلّ: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ*

(النساء: ٤٣، المائدة: ٦) . فالغائط: المطمئنّ من الأرض وكانوا يأتونه لحاجتهم فيستترون به عن الأماكن المرتفعة، ومن لم ير الوضوء من لمس النساء جعل الملامسة هاهنا كناية عن الفعل.

«٧٨٧» - ومن الكنايات من كلام الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: إيّاكم وخضراء الدّمن. قال بعضهم: يريد المرأة الحسناء في المنبت السّوء. وتفسير ذلك أنّ الريح تجمع الدّمن وهو البعر في البقعة من الأرض، ثم يركبه الساقي؛ فإذا أصابه المطر نبت نبتا غضّا يهتزّ تحته الدّمن الخبيث. يقول: فلا تنكحوا هذه المرأة لجمالها ومنبتها خبيث كالدّمن، فإنّ أعراق السوء تنتزع أولادها.

والتفسير الآخر معنى قول زفر بن الحارث: [من الطويل]

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا

يقول: تحت الظاهر من البشر الحقد والسخيمة، وهكذا الدّمن الذي يظهر فوقه النبت مهتزّا وتحته الفساد.

«٧٨٨» - وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الآن حمي الوطيس. قال: هو لمّا جال المسلمون يوم حنين ثم ثابوا واختلط الضّرب، وهو منتصب مشرف في

<<  <  ج: ص:  >  >>