للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزوركم لا نؤاخذكم بجفوتكم ... إنّ الكريم إذا لم يستزر زارا

«٢٦٠» - وقيل لبنان: من دخل إلى طعام لم يدع إليه دخل لصّا وخرج مغيرا. والمعنى أنّه يأكل حراما. فقال: ما آكله إلا حلالا، قيل: كيف؟ قال:

أليس يقول صاحب الوليمة للطبّاخ: زد في كلّ شيء؟ فإذا أراد أن يطعم مائة، قال: قدّر لمائة وعشرين، فإنّه يجيئنا من نريد ومن لا نريد، فأنا ممّن لا يريد.

٢٦١- وكان [يقول] كثرة المضغ تشد العود، وتقوّي الأسنان، وتدبغ اللّثة.

٢٦٢- وأوصى بعض أصحابه فقال له: إذا كنت على مائدة فلا تتكلّمنّ في حال أكلك، وإن كلّمك من لا بدّ من جوابه، فلا تجبه إلا بقولك: نعم، فإنّ الكلام يشغل عن الأكل، وقولك نعم مضغه.

٢٦٣- واجتمع إلى بنان نفر من أصحابه وأرادوا وليمة، فقال: اللهمّ لا تجعل البوّاب لكّازا في الصدور، دفّاعا في الظّهور، طرّاحا للقلانس. هب لنا رأفته وبشره، وسهّل إذنه. فلما دخلوا، تلقّاهم الخبّاز فقالوا: طلعة مباركة موصول بها الخصب، ومعدوم معها الجدب. فإذا جلسوا على الخوان قال: جعل الله فيك من البركة كعصا موسى، وخوان إبراهيم، ومائدة عيسى. ثم قال لأصحابه: افتحوا أفواهكم، وأقيموا أعناقكم، وأجيدوا اللّقم، وأسرعوا اللفّ، ولا تمضغوا مضغ المتعلّلين الشّباع، واذكروا سوء المنقلب، وخيبة المضطر.

«٢٦٤» - وقال رجل لبنان: أدع لي، قال: اللهم ارزقه صحّة الجسم، وكثرة الأكل ودوام الشّهوة، ونقاء المعدة، وأمتعه بضرس طحون، ومعدة هضوم، مع السّعة والدّعة والأمن والعافية. وقال: هذه دعوات مغفول عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>