للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٨٢٥» - عطس سعيد الدارمي عند عبد الصمد بن علي عطسة هائلة ففزع عبد الصمد فزعا شديدا وغضب وقال: يا عاضّ كذا من أمّه أتفزّعني؟ قال: لا والله ولكن هذا عطاسي. قال: لا والله لأنقعنّك في دمك أو لتأتينّي ببيّنة على ذلك. قال: فخرج ومعه حرسي لا يدري أين يذهب به. فلقيه ابن الرّيّان المكّي فسأله فقال: أنا أشهد لك. فمضى حتى دخل على عبد الصمد فقال: ما تشهد لهذا؟ قال: إني رأيته مرة عطس عطسة سقط ضرسه. فضحك عبد الصمد وخلّى سبيله.

«٨٢٦» - ومدح الدارميّ عبد الصمد بن عليّ، فلما فرغ من إنشاده أدخل إليه رجل من الشّراة، فقال لغلامه: أعط هذا مائة دينار واضرب عنق هذا.

فوثب الدارميّ فقال: بأبي أنت وأمي! برّك وعقوبتك قد جمعا، فإن رأيت أن تبدأ بقتل هذا، فإذا فرغ منه أمرته فأعطاني، فإني لن أريم من حضرتك حتى يفعل ذلك! قال: لم ويلك؟ قال: أخشى أن يغلط فيما بيننا، والغلط في هذا لا يستقال. فضحك وأجابه إلى ما سأل.

٨٢٧- نظر ابن سيّابة إلى رجل يمشي في القيظ وعلى رأسه قلنسوة سمّور، فقال له: ما هذا؟ فقال: هذا خير لي من كشف رأسي. قال: بل المشي بلا رأس خير لك من هذا.

٨٢٨- قيل لآخر: إن الحمار لا يدفأ في السنة إلا يوما. فقال: لا يعرف هذا إلا من كان حمارا.

٨٢٩- وقيل: إن رجلا عرض على الأصمعي شعرا زريا فبكى الأصمعي.

فقيل: ما يبكيك؟ قال: يبكيني أنه ليس لغريب قدر، لو كنت في بلدي بالبصرة ما جسر هذا الكشخان أن يعرض عليّ هذا الشعر وأسكت عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>