للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إبراهيم يستثقله فقال: قل له يا غلام، والله ما لك في السماء نجم ولا له في الأرض طبع فما هذا التكلف؟

٨٨٣- مرّ أبو حفص الشطرنجي بأبي نواس، وكان أبو نواس يستثقله، فقال له: يا أبا علي، ما لي أراك مصفرّا؟ قال: رأيتك فذكرت ذنوبي، فخشيت أن يمسخني الله عزّ وجلّ في خلقك إذا عاقبني، فاصفرّ وجهي.

٨٨٤- قال أبو مجالد: كنا يوما عند بعض الورّاقين ومعنا أبو الحارث جمّين. فنزل إلينا راكب له جلالة في العين ومنظر، فقال للورّاق: ههنا مصحف جامع للقراءات الثلاث: قراءة حمزة وعاصم وأبي عمرو، وقد نسخ بالكوفة، وعرض بالبصرة، وحمل إلى المدينة، صحيح الأخماس والعشور والورق والدفتين. فقال الورّاق: كم تحد- أصلحك الله- في الثمن؟ قال: ثلثا دينار إلا ثلاثة أرباع دينار. قال: يقول أبو الحارث جمّين: لم يرد شيخنا مصحفا على هذه الصفة بهذه القيمة إلا ليكفروا بما فيه.

«٨٨٥» - وقال بعض الأمراء لأبي الحارث جمّين: أيسرّك أنّك تخرا غالية؟

قال: لا. قال: ولم؟ قال: أخاف أن يختم الأمير على فقحتي فلا يفتحها إلا إذا أراد أن يتغلّف.

٨٨٦- قال أبو الفرج [نجاح بن سلمة] لأبي عون الكاتب: إن أخي قد باع ضيعة يدعو لثمنها القبان، فقال: دعه ينهش للفقر.

«٨٨٧» - دخل أبو حفص الكرماني على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين، أتأذن في المداعبة؟ قال: وهل العيش إلا فيها! فقال: يا أمير المؤمنين، ظلمتني وظلمت غسّان بن عبّاد. قال: ويلك، كيف ذلك؟ قال: رفعت غسّان فوق قدره ووضعتني دون قدري، إلا أنّك في ذلك لغسّان أشدّ ظلما، قال: لأنّك أقمته

<<  <  ج: ص:  >  >>