للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خطبة الباب]

بسم الله الرّحمن الرحيم الحمد لله المخوف بطشه وبأسه، الرؤوف حين يحيط بالمرء قنوطه ويأسه، العطوف برحمته على عباده، اللطيف بمن وفّقه لتزود معاده، موقي الشجاع وقد خاض غمار المنية، وملقّي الجبان وقد استدفع حتفه بقبول الدنية، لا ينجي من قضائه قراع البيض والأسل، ولا يلجي من بلائه ادّراع السوابغ والجنن، المسوي بين النّجد والضّرع في قسمة الآجال، ومسلط الحمام حائلا دون الأماني والآمال.

أحمده حمدا يكون مستحقه وأهله، وأذعن بأن لا حول ولا قوة إلا به وله [١] ، وأشهد أن لا اله إلا الله [٢] وأنّ محمدا عبده ونبيه، ورسوله وصفيه، أرسله ويد البغي في العرب تقدّ وتصطلم، ونار الحرب بينها [٣] تقد وتضطرم، وكل منهم مدلّ بنجدته وبسالته، ومولّ عن سنن رشده وهدايته، فدعاهم مخرجا لهم إلى الضياء من ديجور الظلام، وأنزل بمن خالفه منهم قوارع الانتقام، وأيده من أصحابه بالأبطال الأعلام، حتى قامت دعائم الاسلام، وآذنت قواعد الكفر بالانهدام، صلّى الله عليه وعليهم ما استهل الغمام، وأعقب الضياء الظلام.


[١] ح: إلا له؛ م: إلا بالله.
[٢] م ح: إلا هو.
[٣] ح: بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>