للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بكرة أبيهم، فقيل فيهم ذلك، ثم صار مثلا لقوم جاؤوا مجتمعين. وقال أبو عبيدة: معناه جاؤوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة. وقال بعضهم: البكرة ههنا هي التي يستقى عليها أي جاؤوا بعضهم في إثر بعض كدوران البكرة على نسق واحد. وقال قوم أراد بالبكرة الطريقة، أراد أنهم جاؤوا على طريقة أبيهم أي يقتفون أثره وقيل: هو ذم ووصف بالقلة والذلة أي يكفيهم للركوب بكرة واحدة وذكر الأب احتقار وتصغير لهم.

وحكمه وخواصه وتعبيره كالإبل.

[البلبل:]

من أنواع العصافير. ويقال له الكعيت والجميل مصغرات، وهو النغر وسيأتي في بابه وقد أحسن من ألعز فيه بقوله:

وما طائر نصفه كله ... له في ذرا الدوح سير ولبث

رأينا ثلاثة أرباعه ... إذا صحفوها غدت وهي ثلث

وقد أجاد علي بن المظفر أبو الفضل الآمدي «١» قاضي واسط حيث قال:

وأهاله ذكر الحمى فتأوّها ... ودعا به داعي الصبا فتوّلها

هاجت بلابله البلابل فانثلت ... أشجانه تثني عن الحلم النهى «٢»

فشكا جوا وبكى أسى وتنبه ال ... وجد القديم ولم يزل متنبها

لا تكرهوه على السلو فطالما ... حمل الغرام فكيف يسلو مكرها «٣»

لا عبت يا سعدى عليك فسامحي ... وصلي فقد بلغ السقام المنتهى «٤»

وما أحسن قول يوسف «٥» بن لؤلؤ حيث يقول:

باكر إلى الروضة تستجلها ... فثغرها في الصبح بسام

والنرجس الغض اعتراه الحيا ... فغض طرفا فيه أسقام

وبلبل الدوح فصيح ... على الأيكة والشحرور تمتام

ونسمة الصبح على ضعفها ... لها بنا مرّ وإلمام

فعاطني الصهباء، مشمولة ... عذراء فالواشون نوّام

واكتم أحاديث الهوى بيننا ... ففي خلال الروض نمّام

<<  <  ج: ص:  >  >>