للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرن الكبش إذا دفن تحت شجرة يكثر حملها، وإذا اكتحل بمرارة الكبش مع العسل، يمنع من نزول الماء، وعظمه يحرق بخشب الطرفاء ويخلط رماده بدهن الشمع المتخذ من دهن الورد، ويطلى به موضع الهشم يصلحه. وإذا تحملت المرأة بصوف النعجة، قطعت الحبل. وإذا غطي الإناء بصوف الضأن الأبيض، وفيه عسل، لم يقربه النمل.

[الضؤضؤ:]

الطائر الذي يسمى الأخيل، قاله ابن سيده وتوقف فيه ابن دريد.

[الضب:]

بفتح الضاد، حيوان بري معروف يشبه الورل، قال أهل اللغة: وهو من الأسماء المشتركة فيطلق على ورم في خف البعير وعلى ضبة الحديد، والضب اسم للجبل الذي بمسجد الخيف في أصله. وضبة الكوفة وضبة البصرة قبيلتان من العرب. والضب أن يجمع الحالب خلفي الناقة في كفيه جميعا أنشد ابن دريد:

جمعت له كفّي بالرمح طاعنا ... كما جمع الخلفين في الضبّ حالب

وكنيته أبو حسل والجمع ضباب وأضب مثل كف وأكف والأنثى ضبة قالت العرب: «لا أفعله حتى يرد الضب» ، لأن الضب لا يرد الماء. قال ابن خالويه، في أوائل كتاب ليس: الضب لا يشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدا، ويقال إنه يبول في كل أربعين يوما قطرة، ولا تسقط له سن ويقال إن أسنانه قطعة واحدة ليست مفرقة. ومن كلامهم الذي وضعوه على ألسنة البهائم:

ثم قالت السمكة: رد يا ضب فقال «١» :

أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا

إلّا عرادا عردا ... وصلّيا نا بردا «٢»

وعنكشا ملتبدا

ولما كان بين الحوت والضب هذا التضاد أشار إليه حاتم الأصم رحمه الله بقوله:

وكيف أخاف الفقر والله رازقي ... ورازق هذا الخلق في العسر واليسر

تكفّل بالأرزاق للخلق كلّهم ... وللضبّ في البيدا وللحوت في البحر

وضبب البلد وأضب كثرت ضبابه. وأرض ضبية أي كثيرة الضباب. قال عبد اللطيف البغدادي:

الورل والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ، كلها متناسبة في الخلق. وللضب ذكران وللأنثى فرجان، كالورل والحرذون. وقال عبد القاهر: الضب دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كذنبه وهو يتلون ألوانا بحر الشمس كما تتلون الحرباء انتهى.

أسند ابن أبي الدنيا، في كتاب العقوبات، عن أنس قال: إن الضب ليموت في جحره هزالا من ظلم بني آدم، ولما سئل أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه، عن ذكر الضب، قال: إنه كلسان الحية أصل واحد له فرعان، وإذا أرادت الضبة أن يخرج بيضها، حفرت في الأرض حفرة، ورمت فيها البيض وطمتها بالتراب، وتتعاهدها كل يوم، حتى يخرج، وذلك في أربعين

<<  <  ج: ص:  >  >>