للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في القائلة، فانتبه بعضهم فإذا هو بحية منطوية على بطن الرجل الذي أخذ الظبي، فقال له أصحابه: ويحك لا تتحرك فلم تنزل الحية عنه حتى كان من الحدث مثل ما كان من الظبي.

ثم روى عن مجاهد، قال: دخل مكة قوم تجار من الشأم في الجاهلية، بعد قصي بن كلاب، فنزلوا بوادي طوى، تحت سمرات يستظلون بها، فاختبزوا على ملة لهم، ولم يكن معهم أدم، فقام رجل منهم إلى قوسه، فوضع عليها سهما ثم رمى به ظبية من ظباء الحرم، وهي حولهم ترعى، فقاموا إليها فسلخوها وطبخوها، ليأتدموا بها، فبينما هم كذلك، وقدرهم على النار تغلى بها، وبعضهم يشوي إذ خرجت من تحت القدر، عنق من النار عظيمة، فأحرقت القوم جميعا ولم تحرق ثيابهم ولا أمتعتهم ولا السمرات التي كانوا تحتها.

[الأمثال]

: قالوا: «آمن من ظباء الحرم» «١» وقالوا: «ترك الظبي ظله» «٢» . وهو كقولهم:

اتركه ترك الغزال ظله، يضرب للرجل النفور. وظله كناسه الذي يستظل به من شدة الحر. وهو إذا نفر منه لا يعود إليه أبدا. وسيأتي إن شاء الله تعالى، في باب الغين أيضا.

[الخواص]

: قال ابن وحشية: قرنه ينحت ويبخر به البيت يطرد الهوام. ولسانه يجفف في الظل، ويطعم للمرأة السلطة، تزول سلاطتها. ومرارته تقطر في الأذن الوجعة، يزول وجعها.

وبغره وجلده يحرقان ويسحقان، ويجعلان في طعام الصبي، فيأكله فينشأ ذكيا فصيحا حافظا ذلقا. ومسكه يقوي البصر، وينشف الرطوبات، ويقوي القلب والدماغ، ويجلو بياض العين وينفع من الخفقان. وهو ترياق للسموم إلا أنه يورث تصفير الوجه. ومن خواص المسك أن استعماله في الطعام يورث البخر.

[فصل]

: المسك حار يابس، وأجوده الصفدي المجلوب من تبت، إلّا أنه يضر بالأدمغة الحارة. ودفع ضرره استعماله بالكافور. وتوافق رائحته الأمزجة الباردة والشيوخ. قال الرازي:

لحم الظبي حار يابس، وهو أصلح لحوم الصيد وأجوده الخشف. وهو نافع للقولنج والفالج والأبدان الكثيرة الفضول، لكنه يجفف الأعضاء ويدفع ضرره الأدهان والحوامض، وهو يولد دما حارا وأصلح ما أكل في الشتاء.

[فائدة]

: نوافج التبتي نوع رقاق والجرجاري ضده في الرقة والرائحة، والقينوي متوسط بينهما، والصنوبري دون ذلك. ويجلب في قوارير متفرقا في نوافجه، وكلما بعد حيوانه عن البحر كان مسكه ألذ وأذكى.

[التعبير]

: الظبي في المنام امرأة حسناء عربية، فمن رأى أن يملك ظبية بصيد، فإنه يملك جارية بمكر وخديعة، أو يتزوج امرأة. ومن رأى أنه ذبح ظبية افتض جارية. ومن رمى ظبية لغير الصيد، فإنه يقذف امرأة. ومن رمى ظبية وكان عزمه الصيد، نال مالا من امرأة. ومن رأى أنه صاد ظبيا أصابته لذاذة في الدنيا، ومن رأى أنه أخذ ظبيا نال ميراثا وخيرا كثيرا. ومن رأى أنه سلخ ظبية فجر بامرأة. ومن رأى ظبيا وثب عليه، فإن امرأته تعصيه في جميع أموره. وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>