للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتصحيحه الشيخ أبو حامد والمحاملي والرافعي في المحرر، وهو الأصح كما صرح به في المنهاج.

والعلقة هي المني إذا استحال في الرحم، فصار دما غليظا، فإذا استحال بعد، فصار قطعة لحم فهو مضغة. قال النووي، في شرح المهذب: إن المذهب القطع بطهارة المضغة. وقيل: على وجهين. والصواب خلاف ما في شرح المهذب، لأن المضغة إما كميتة الآدمي، وفيها قولان في الجديد، أو كجزئه المنفصل، وفيه طريقان: حاكية للخلاف وقاطعة بالنجاسة. وحكى الرافعي فيها وجهين أصحهما الطهارة. نعم يشترط في المضغة والعلقة على قاعدة الرافعي أن يكونا من الآدمي، فإن مني غيره نجس عنده، فالعلقة والمضغة أولى بالنجاسة من المني، ويدل عليه تردده في المنهاج، في نجاستهما مع جزمه فيه بطهارة المني. قال شيخنا: ولك أن تمنع كونهما أولى بالنجاسة من المني بأنهما صارا أقرب إلى الحيوانية منه وهو أقرب إلى الدموية منهما والله تعالى أعلم.

[الأمثال]

: قالوا: «أعلق من العلق» .

[الخواص]

: العلق ينفع تعليقا على صاحب الأعضاء الضعيفة التركيب، مثل الآماق والوجنات والمواضع المؤلمة، لأنها تقوم مقام الحجامة، في امتصاصها الدم الفاسد، لا سيما في الأطفال والنساء وأهل الرفاهية. وهي تمص الدم الفاسد من الأجفان وغيرها. وربما كان العلق في الماء فيشربه الإنسان فينشب بحلقه. وطريق إخراجه من الحلق أن يبخر بوبر الثعلب، فإذا أصابه دخانه سقط في الحال. وكذلك إذا بخر بظلف الإبل يموت، مجرب، ذكر ذلك في المنتخب.

وقال القزويني وصاحب الذخيرة الحميدة: إذا كان العلق في الحلق، يتغرغر بخل خمر، وبوزن درهم من الذباب الذي في الباقلاء، فإن العلق يسقط. وإذا أرادوا إخراج دم من موضع مخصوص، أخذوا هذا الدود في قطعة طين، وقربوه من العضو، فإنه ينشب به ويمص الدم منه، فإذا أرادوا سقوطه عنه، رشوا عليه ماء الملح، فإنه يسقط في الحال.

وقال صاحب عين الخواص: إذا يبس العلق في الظل، وسحق مع نشادر وطلي به موضع داء الثعلب، نبت الشعر عليه. وقال غيره: إذا بخر البيت بالعلق، هرب ما فيه من البق والبعوض وأمثالهما. وإذا ترك العلق في قارورة حتى يموت، ثم يسحق ويفتت الشعر ويطلى به، فإنه لا ينبت أبدا. ومن الخواص المجربة النافعة أن تؤخذ العلق الكبار، التي تكون في الأنهار والأماكن الندية فتقلى بالزيت الطيب، ثم تسحق بالخل حتى تصير مثل المرهم، وتؤخذ في صوفة ويتحمل بها صاحب البواسير فيبرأ. وقيل: إنه يبرىء من القطى. ومن خواصه العجيبة أنه إذا بخر به حانوت زجاج تكسر جميع ما فيه. وإذا أخذ العلق وهو رطب ودهن به الإحليل، فإنه يكبر من غير وجع.

[التعبير]

: العلق في الرؤيا بمنزلة الدود، وهم أولاد لقوله «١» تعالى: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ

فمن رأى علقة دم خرجت من أنفه، أو ذكره أو دبره أو بطنه أو فمه، فإن امرأته تسقط ولدا قبل كمال خلقه. وقيل: العلق والقراد والدلم والنمل وما أشبه ذلك، تدل على الأعداء

<<  <  ج: ص:  >  >>